قال الله تعالى:
========
(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48))سورة :المدثر
العجيب في هذه الآيات الكريمة أنها جعلت الخوض مع الخائضين قرين ترك الصلاة والزكاة والإيمان باليوم الآخر. فما هو يا ترى هذا الأمر الجلل الذي جُعل في مثل هذه المنزلة المخيفة؟
المعروف لغة أن الخوض هو المشي في الماء ويفهم من ذلك أن الماشي فيه لايستطيع رؤية الطريق فقد يطأ حجرا أو مخلوقا مفترسا أو غير ذلك، وربما يقذفه تيار الماء إلى حيث لايريد.
والمعاني التي جاءت في كتب التفسير تفسر الآية بالتكذيب مع المكذبين أو الغواية مع الغاوين أو أن يكون الشخص تابعا لا متبوعا أو أن لايبالي ويكثر من الكلام الذي لاخير فيه.
وخطر ببالي أن الآية بدأت بحقوق الله وركنها الصلاة ثم حقوق العباد وعلى رأسها إطعام المساكين ثم ثلثت بحق النفس وعدم ابتذالها وإهانتها بل بتنزيهها عن اللغو والخوض بالباطل والتحدث دون علم وإضاعة الاوقات مع البطالين والسفهاء. وترك الاستفادة من النعم العظيمة التي أودعها الله في نفوس البشر وأولها نعمة العقل والعلم.
وقد يستفاد من هذه الإشارة مايلي:
1. مضار المسير الأهوج خلف كل ناعق وأنه ينبغي على السائر أن يكون هادئا في مشيه كثير النظر والتأمل، قليل الكلام، دائم الاستكشاف حتى يتمكن من وضع قدمه في المكان الآمن.
2. شؤم التقليد وما يقود إليه من المصائب وأنه يتوجب كسب العلم قبل القول والعمل. فلا يجوز لمسلم أن يتكلم بلاعلم ولاعقل فإن فعل فقد أنزل نفسه أحط المنازل.
3. مضار الاغترار بالكثرة.
4. ضرر الكلام الكثير وأن يكون الانسان مستمعا أكثر منه متكلما وربما لذلك جعل للإنسان إذنان ولسان واحد وقد كان عليه السلام كثير الاستماع حتى وصفه المنافقون بأنه أُذُن.
5. ضرر مخالطة أهل الباطل في باطلهم والاستمرار على ذلك، لأن وصفهم بالفعل المضاع يشير إلى ذلك.
6. العواقب الوخيمة للاستهتار وعدم المبالاة وما يترتب على ذلك من الضرر العظيم فعلى المسلم أن يأخذ أمور دينه على محمل الجد وأن لا يكون إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت. بل يدور مع الحق حيث دار.
والله أعلم .
========
(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48))سورة :المدثر
العجيب في هذه الآيات الكريمة أنها جعلت الخوض مع الخائضين قرين ترك الصلاة والزكاة والإيمان باليوم الآخر. فما هو يا ترى هذا الأمر الجلل الذي جُعل في مثل هذه المنزلة المخيفة؟
المعروف لغة أن الخوض هو المشي في الماء ويفهم من ذلك أن الماشي فيه لايستطيع رؤية الطريق فقد يطأ حجرا أو مخلوقا مفترسا أو غير ذلك، وربما يقذفه تيار الماء إلى حيث لايريد.
والمعاني التي جاءت في كتب التفسير تفسر الآية بالتكذيب مع المكذبين أو الغواية مع الغاوين أو أن يكون الشخص تابعا لا متبوعا أو أن لايبالي ويكثر من الكلام الذي لاخير فيه.
وخطر ببالي أن الآية بدأت بحقوق الله وركنها الصلاة ثم حقوق العباد وعلى رأسها إطعام المساكين ثم ثلثت بحق النفس وعدم ابتذالها وإهانتها بل بتنزيهها عن اللغو والخوض بالباطل والتحدث دون علم وإضاعة الاوقات مع البطالين والسفهاء. وترك الاستفادة من النعم العظيمة التي أودعها الله في نفوس البشر وأولها نعمة العقل والعلم.
وقد يستفاد من هذه الإشارة مايلي:
1. مضار المسير الأهوج خلف كل ناعق وأنه ينبغي على السائر أن يكون هادئا في مشيه كثير النظر والتأمل، قليل الكلام، دائم الاستكشاف حتى يتمكن من وضع قدمه في المكان الآمن.
2. شؤم التقليد وما يقود إليه من المصائب وأنه يتوجب كسب العلم قبل القول والعمل. فلا يجوز لمسلم أن يتكلم بلاعلم ولاعقل فإن فعل فقد أنزل نفسه أحط المنازل.
3. مضار الاغترار بالكثرة.
4. ضرر الكلام الكثير وأن يكون الانسان مستمعا أكثر منه متكلما وربما لذلك جعل للإنسان إذنان ولسان واحد وقد كان عليه السلام كثير الاستماع حتى وصفه المنافقون بأنه أُذُن.
5. ضرر مخالطة أهل الباطل في باطلهم والاستمرار على ذلك، لأن وصفهم بالفعل المضاع يشير إلى ذلك.
6. العواقب الوخيمة للاستهتار وعدم المبالاة وما يترتب على ذلك من الضرر العظيم فعلى المسلم أن يأخذ أمور دينه على محمل الجد وأن لا يكون إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت. بل يدور مع الحق حيث دار.
والله أعلم .
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق