الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

من أسماء الله الحسنى: (الودود)


من أسماء الله الحسنى: (الودود):

===================

 الوَدود :
==========
اسم من أسماء الله الحُسْنَى ، ومعناه : الوادّ لأهل طاعته ، المُحِبّ

 لعبيده بإيصال الخيرات إليهم ، المودود لكثرة إحسانه ، المُستحِقّ

 لأن يُودَّ ويُعبد ويُحمد "

 قال الله تعالى{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا 

يُرِيدُ } ( سورة البروج )

فهو الله المحب لخلقه والمحبوب لهم،


جاء في لسان العرب:


-----------------

 الوَدُودُ في أَسماءِ الله عز وجل المحبُّ لعباده

 من قولك وَدِدْتُ الرجل أَوَدّه ودّاً ووِداداً وَوَداداً، قال ابن الأَثير: الودود

 في أَسماءِ الله تعالى فَعُولٌ بمعنى مَفْعُول من الودّ: المحبة، يقال

 وددت الرجل إِذا أَحببته، فالله تعالى مَوْدُود أَي مَحْبوب في قلوب

أَوليائه، قال: أَو هو فَعُول بمعنى فاعل أَي يُحبّ عباده الصالحين.

وفي تفسير التحرير والتنوير: والودود: فَعول بمعنى فاعل مشتق


 من الودّ وهو المحبة فمعنى الودود: المحبّ وهو من أسمائه 

تعالى، أي إنه يحب مخلوقاته ما لم يحيدوا عن وصايته.

وفي تفسير القرطبي: الْوَدُودُ: أي المحب لأوليائه، وروى الضحاك


 عن ابن عباس قال: كما يود أحدكم أخاه بالبشرى والمحبة، وعنه

 أيضا: الودود: أي المتودد إلى أوليائه بالمغفرة.

وجاء في تفسير السعدي: ومعنى الودود، من أسمائه تعالى، أنه


 يحب عباده المؤمنين ويحبونه، فهو فعول بمعنى فاعل، وبمعنى

 مفعول.. والودود الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو

 أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت

 ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه ودا وإخلاصا وإنابة من 

جميع الوجوه.


وجاء في شرح الأسماء الحسنى: فالله عز وجل هو الودود الذي 
يَوَدُّ


عبَادَهُ الصالحين فيحبهم ويقربهم ويرضى عنهم ويتقبَّلُ أعمالَهم،

 وهذه محبة خاصة بالمؤمنين، أما المحبة العامة فالله هو الودود ذو

 إحسان كبير لمخلوقاته من جهة إنعامه عليهم.. فمعنى أن الله عز وجل ودود يعني حبيب

 قريب سميع مجيب،

 وقد ورد هذا الاسم في موضعين من القرآن الكريم، هما قول الله تعالى: ( إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ

 وَدُودٌ  ) سورة هود، الآية :90

 وقوله تعالى: (  وهو الغفور الودود )  سورة البروج، الآية :14 


فإذا عرف العبد معنى هذين الاسمين حقيقة كان لذلك الأثر البالغ


 في عقيدته وتفكيره وسلوكه وفي حياته كلها ونظرته للكون من

 حوله؛ فيعيش سعيدا مطمئنا إلى ولاية الله تعالى لعباده ومودته

 لهم، فيحب الخير لجميع خلق الله، ويعمل ما استطاع لتعبيد العباد

 لخالقهم، فيحب للكافر الهداية وللعاصي التوبة والمغفرة، وللمطيع 

الثبات ورفعة المنزلة.. وبذلك يكون ودودا محبوبا لعباد الله فيعفو

 عمن أساء إليه، ويلين مع البعيد كما يلين مع القريب وبذلك ينال

 ولاية الله تعالى ومحبته ووده

..
فقد قد قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى


 جِبْرِيلَ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِي

 أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ

 يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ. رواه البخاري

.
إ ن حب الله تعالى هو الطريق الى استقامة المحبة مع النا
س


 فيقول " ما أقبل عبد بقلبه الى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين

 اليه حتى يرزقه مودتهم ومحبتهم واخلاصهم 


اللهم هب لنا حبك وحب من يحبك يا رب العالمين فإنك انت 


الرحيم الودود .



                   والله أعلـــــــــــــــــــــــم.


                                   ************************************



الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

اسم الله الشكور (جل جلاله)




    اسم الله الشكور (جل جلاله)
                                                                                                            ===============

إسم عظيم من أسماء الله يدعو للعطاء، ويشجع على البذل، فهو دفعة للقرب من الله

ورود اسم الشكور في القرآن الكريم مقترناً باسم الغفور و الحليم:

الله جلّ جلاله سمى ذاته العلية باسم "الشكور"

قال تعالى:﴿ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾
( سورة فاطر )

يعني غفور للذنوب، شكور للأعمال الصالحة، وقد ورد هذا الاسم مقترناً باسم الغفور في موضعين، تقدم الأول منهما،

والثاني في قوله تعالى:
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾
( سورة فاطر )
وقد ورد هذا الاسم مقترناً باسم الحليم في قوله تعالى:

﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾
( سورة التغابن )

﴿ لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾
﴿ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾

إن وقعت في الذنب فهو غفور، وإن عملت عملاً طيباً فهو شكور، إن عملت عملاً صالحاً فهو شكور، وإن زلت القدم فهو حليم
﴿ لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾

﴿ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾

معنى اسم الله الشكور

--------------------------


الشكر في اللغة: تعني الزيادة مهما كان الشيء المقدم قليلا. 
نقول ناقة شـكور أي: بعلف قليل تعطي إنتاجاغزيرا.
ونقول أرض شكور أي: بسقي قليل تنتج الكثير.

وتعني :الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء أضعافا مضاعفة ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور).الشورى3. 

فحتى لو اقتصرالعمل على مجرد ابتسامة، أوقبلة على يدي الوالدين، أوإزالة تراب عن الطريق، فالشكوريشكر لنجدها في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لايحقرن أحدكم من المعروف شيئاولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).

والشكور وردت بصيغة المبالغة عن الشكر

---------------------------------------------

فالله تعالى يشكر حتى على النية الحسنة ولو لم تترجم إلى عمل فعلي، فلو تمنيتأن تكون غنيا لتتصدق بأموالك على الفقراء فإن الله يجازيك على هذه النية الحسنة، وحلاوة الشعوربأن الله يشكرك أحلى من كل عطاء تأخذه .

والله تعالى الشكور يشكر اليسير من العمل فيجازي عنه بالكثير،
كتلك المرأة البغي التي سقت كلبا فشكرها الله فغفرلها فدخلت الجنة،
والإعرابي لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقة مخطومة (أي ممسوكة من ذمامها) فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له النبي: لك بها سبعين ناقة في الجنة كلها مخطومة.

علاقة الشكور بأسماء أخرى من أسماء الله الحسنى

----------------------------------------------------------

صفة الشكور لهاعلاقة باسم الله الحميد لأن الحمد والشكرعلاقة بين العبد وربه في اتجاهين مختلفين :

- فالحمد منك إليه: يعطيك فتحمده فيعطيك.

- أما الشكر فمنه إليك: تحسن فيشكرك.

والشكورله علاقة بالغفورأيضا . فإن اقترفت ذنبا أوسيئة فإنه يغفرها ويشكرك على الحسنات حتى لاتتوقف عند ذنوبك فهوغفورشكور،يغفرالذنوب ويشكرالحسنات.

كما يرتبط اسم الشكور بالعليم ،فالله تعالى مطلع على كل شيء بخلاف العبد الذي قد تحسن إليه فلا يعلم مصدر الإحسان.

الشكوروالجنة

---------------

الشكرزيادة ومضاعفة للجزاء، فالشكورسبحانه يجازي عمل الدنيا بالجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر،ويجازي سنين معدودة بالخلد في الجنة" . 
فلك أن تصح فلاتمرض أبدا، 
وأن تشب فلا تهرم أبدا،
وأن تنعم فلا تبتئس أبد،
وأن تحيا فلا تموت أبدا " ،
وسقف بيتك في الجنة عرش الرحمن. 
وكل هذا من الشكورالذي جزاك عن الدنيا المحدودة بجنة خالدة لامنتهى لها.

مواقف مع اسم الله الشكور 

------------------------------

وتروي كتب التاريخ الإسلامي عن رجل يدعى أبا نصرالصياد ،وكان رجلا فقيرا معدما، فدخل إلى المسجد وجلس يبكي من شدة احتياجه وفقره، فسأله الإمام عن سبب حزنه، فأخبره أنه قد ترك أهله دون طعام، فقال له :"قم معي إلى البحر،فصل ركعتين لله ثم ارم شباكك " ،
ففعل فإذا بسمكة كبيرة تعلق بالشبكة، فباعها واقتنى بثمنها رقاقتا ن لأهله، (فطير تان ) وفي طريق العودة لبيته التقى بامرأة وطفل جائعين ينظران للرقاقتان التي يحملهما، فأعطاهما إياهما ،
فتبسم الطفل ،
ودمعت عينا الأم.
وعاد إلى بيته خاوي الوفاض، وماهي إلاساعات قليلة حتى طرق الباب ليجد وراءه رجلا يعطيه مالا كان مدينا به لوالده المتوفى، وتاجربالمال حتى نماه فأصبح يتصدق بألف درهم عن كل يوم. وأعجبته نفسه لكثرة صدقاته فرأى في المنام أن الميزان قد وضع. وينادي مناد: أبونصرالصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات،
فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟ 
فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت
وقلت: ما النجاة .؟؟؟
وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ 
فأسمع الملك يقول: نعم , بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت وأسمع المنادي يقول: 
هل بقى له من شيء؟
فأسمع الملك يقول: بقى له شيء
فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت
فأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح كفة الحسنات.. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا

فنجا بفضل الشكورالذي يضاعف الفعل القليل إلى حسنات كثيرة.

اللهــــــــــــــــــــــــــــــم اجعلنا من عبادك الشاكرين.

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

لا دين لمن لا عهد له




لا دين لمن لا عهد له
================
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
---------------------------------------

"لا دينَ لمن لا عهدَ له ولا إيمانَ لمن لا أمانةَ له"



أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ورواه ابن 


حبان وهو حديث صحيح .


 معنى هذا الحديث

---------------------


أن المسلم لا يكون دينه كاملاً إلا بوفاء العهد.



وإيمان المؤمن أيضًا لا يكون كاملاً إلا بحفظ الأمانة.

صاحب هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم

من خلال سماعى لصوتيات المرحوم بإذن الله الشيخ / عبد الحميد كشك فارس المنابر
الدرس رقم 240بعنوان أمانة حاكم
يقــــــــــــــــول : 
مدرسة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن مشيدة من بروج
ولم تكن فيها سرر مرفوعة
ولا أكواب موضوعة
ولا نمارق مصفوفة
ولا ذرابى مبثوثة
مدرسة سقفها الجريد وأرضها الحصباء
تخرج فيهـــــا :
1- المصلح العظيم كأبو بكـــــر
2- الزعيم الملهــم كعمـــــر
3الحيي الكريم كعثمــــــان
4 العبقرى الفذ كعلـــــــى 
5- المدرس القدير كابن عبــــاس 
6- المفتى الخبير كابن عمــــــر
7- القائد الجبار كا خالـــــــد 
8- المحدث العظيم كأبى هريــــرة
9- الفيلسوف البارع كسلمــــان 
10- والزاهد الورع كأبـــــى ذر
فى أى الجامعات تخرج هؤلاء 
===============
لم يتخرجوا من جامعة فى أوربا ولا جامعة فى أمريكا 
وإنما تخرجوا فى جامعة فيها الحبيب المصطفى لا يلحقوا
وفى خطبته هذه ساق لنا نموذجان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأول : جرير بن عبد الله البجلى
الذى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم
عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه يقول :" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم "
و مما يثعلق بحديث جرير منقبة ومكرمة لجرير رضي الله عنه رواها الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده حاصلها أن جريرا أمر مولاه أن يشتري له فرسا فاشترى له فرسا بثلثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلثمائة درهم أتبيعه بأربعمائة درهم قال ذلك إليك يا أبى عبدالله, فقال فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم , ثم لم يزل يزيده مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول : فرسك خير إلى أن بلغ ثمائمائة درهم , فاشتراه بها فقيل له في ذلك فقال : إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم 
وكان رضي الله عنه إذا اشترى شيئا أو باعه , قال لصاحبه : اعلم أن ما أخذنامنك أحب إلينا مما أعطيناك فاختر

                              الثانى : عمر بن الخطاب رضى الله عنه
وقصته مع أم الأيتام
خرج الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين

كعادته ليتفقد حال رعيته كما يكون من الحاكم العادل الذي يعتني بشعبه و يهتم لأمره مع 

صاحبه و صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن ابنعوف ..

سار الخليفة العادل على قدميه هو وصاحبه حتى رآى من بعيد في الصحراء نارا موقدة


 فسارا إليها ليتقصى عن شأنها و يعرف صاحبها ..

و عندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار و عليها قدر كبير و حولها أطفالها


 و بينما هو كذلك إذ به يسمع أحد صبيانها يقول :

-أمي ..أمي

نظرت اليه و سألته بحنان :

-نعم يا بني

فقال و الوهن يكسه صوته الصغير:

أنا جائع يا أمي أريد أن آكل شيئا

فتعالى صوت أخيه الثاني و هو يقول مثل قول أخيه :

أماه إني أكاد أموت جوعا ارجوك يا أمي هل حضر الطعام منذ زمن و نحن ننتظر

فرد ثالث قائلا:

و أنا أيضا يا أمي متى ينضج طعامنا

ردت الأم و قلبها يكاد ينفطر حزنا و هي تدرك أنها لا تملك ما تمنحهم إياه:

-سيجهز قريبا يا أحبتي فقط صبرا جميلا و الله سيرزقكم طعاما طيبا ألا تصبرون


يا صغاري !

فسكن الصبية و عادوا إلى الإنتظار الممل مجددا.

وقف أمير المؤمنين أمامهم و الدهشة تملأ نفسه بل وقف منهارا لا تكاد قدماه تحملانه لما 


رآى.

و قال بعطف و عيناه تفيضان من الدمع كأنها ماء السماء فاضت بماء منهمر و قلبه امتلأ


 أسى و حزنا :

يا أم الأطفال ما هذا القدر؟

فقالت المرأة بأسى و هي لا تعرف أنه أمير المؤمنين الحاكم الذي تدين له كل بلاد 


الإسلام بالولاء و الطاعة بعد الله و رسوله:

-يا هذا إن أطفالي قد اشتد بهم الجوع و ليس عندي من الطعام ما أقدمه لهم


فوضعت ماءا في القدر ووضعت فيه بعض الحصى ووضعت القدر على النار و ليس فيه


سوى الماء و الحصى و أنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى.

فقال عمر رضي الله عنه:

مما تشكين يا أمة الله؟

قالت له:

الله الله في عمر (أي تشكو إلى الله عمر رضي الله عنه)

و نزلت هذه الكلمة على قلب الحاكم العادل عمر كأنها الصاعقة فما كان يظن أن


يقع يوما في مثل هذا الموقف و هو الحاكم العادل و أمير المؤمنين الذي


بايعوه ليقوم على أمرهم

فقال لها:

و ما شأن عمر يا أمة الله

فقالت:

-أيتولى أمرنا و يغفل عنا و نحن شعبه و رعيته

سمع عمر كل هذا و قلبه منفطر لهذه الكلمات..

فما كان منه إلا أن اسرع إلى بيت مال المسلمين و قال للمرأة قبل ذهابه:

لا تحزني يا أمة الله لن ينام أطفالك اليوم إلا و قد شبعوا بإذن الله

دخل إلى مخازن الدقيق و حمل منه كيسا و قال للحارس:


إحمل علي هذا الكيس

فقال الحارس مستفسرا:

أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين

قال عمر:

بل علي

فكرر الحارس سؤاله مستفسرا إذ كبر عليه أن يسير أمير المؤمنين حاملا الكيس على


 ظهره.

فقال له أمير المؤمنين عمر:

-إحمل علي الكيس فلست أنت من سيحمل عني ذنوبي يوم القيامة لو سألني ربي عن أم 


الأيتام

فرفع الحارس الكيس على ظهر أمير المؤمنين و انطلق عمر مسرعا نحو المرأة


 و أطفالها.

اقترب من الأم و أبنائها فوقف وراء صخرة و أخذ يتأمل فيهم فقال له صاحبه :لنعد إلى 


البيت يا أمير المؤمنين فالبرد شديد

فقال عمر:

لا و الله لن أمضي من هنا إلا وأترك الأطفال يضحكون كما وجدتهم من قبل يبكون

خرجت تلك الكلمات من قلب نبيل تدرب على حب الآخرين و درس العطف و الرفق في


مدرسة النبوة الشريفة و ذهب عمر وأعد بنفسه الطعام للأيتام و عندما شبعوا



 وأطمئن عليهم.

كان خيط النور قد بدا يغزو السماء و بدت الظلمة تنحدر نحو الأفق الواسع


لتحل مكانها نسائم الفجر و نوره الخافت المتسلل بين خيوط الظلام و يتهادى


فوق الرمال الرطبة .

فعاد أمير المؤمنين و صاحبه إلى المسجد لصلاة الفجر و كم كان بكاءه شديدا رضي الله 


عنه من شدة تأثره بما حصل في تلك الليلة العجيبة.

و من الغد طلب أن ينادوا المرأة التي كان رآها بالأمس.

جلس عمر رضي الله عنه و إلى جانبه الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب و الصحابي


 الجليل إبن مسعود.

و كان علي رضي الله عنه يقول لعمر يا عمر و إبن مسعود رضي الله عنه يقول يا عمر

فنظرت المرأة للرجل الذي يقولون له يا عمر و أدركت أنه الرجل الذي طبخ


لأولادها عشاءهم و هو الرجل الذي قالت له تلك الكلمات القاسية فأحست


بالوجل..

فلما رآى عمر عليها صفرة الوجل و أحس بارتباكها قال:

لا عليك يا أخية أنا ما دعوتك لهذا المكان إلا لتبيعي مظلمتك لي و تسامحيني لما كان 


مني.

فقالت :

ألتمس العفو يا أمير المؤمنين

فقال:

لا بد أن أشتري هذه المظلمة

فاشتراها بستمائة درهم من ماله الخاص وكتب في ذلك ورقة شهد عليها علي و ابن 


مسعود

فقال حينها لمن حوله:

إذا مت فضعوها في كفني حتى ألقى بها الله





                                           هذا وبالله التوفيق

                        ********************        

الخميس، 12 سبتمبر 2013

النكث والمكـــر والبغــــى


النكث والمكـــر  والبغــــى 
===============
أولا : النكــــــــــــــــــــــــــــــــث
============================

النَّكْثُ: نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرها. 

النَّكْثُ: نَقْضُ العهد
=========
وفي التنزيل العزيز:( ولا تكونوا كالتي نَقَضَتْ غَزْلها من بعد قُوَّةٍ أَنْكاثاً؛) واحد الأَنْكاث: نِكْثٌ، وهو الغَزْلُ من الصوف أَو الشعر، تُبْرَمُ وتُنْسَجُ، فإِذا خَلَقَتِ النسيجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً، ونُكِثَتْ خيوطُها المبرومة، وخُلِطت بالصوف الجديد ونَشِبَتْ به، ثم ضُربت بالمطارق وغزلت ثانية واستعملت .

وفي حديث عمر: أَنه كان يأْخذ النِّكْثَ والنَّوى من الطريق، فإِن مَرَّ بدار قوم، رمى بهما فيها وقال: انتفعوا بهذا النِّكثَ؛ النِّكْث، بالكسر: الخيط الخَلَقُ من 
صوف أَو شعر أَو وَبرٍ، سمي به لأَنه يُنْقَضُ، ثم يُعاد فَتْلُه.

ثانيا : المكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
================================
معنى المكْر لغةً:
-------------- 
المكْر: الاحتيالُ والخَدِيعَة. وقد مَكَرَ به يَمْكُرُ فهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ. والمكْر -أيضًا-: المغْرَةُ. وقد مَكَرَهُ فامْتَكَرَ، ومَكَرَ بِهِ: كادَه  ((الصحاح)) للجوهري 
معنى المكْر اصطلاحًا:
--------------------- 
قال السيوطي: (المكْر: ما يَقْصد فَاعله في بَاطِنه خلاف ما يَقْتَضِيه ظَاهره) 
وقال الجرجاني: (هو إيصال المكْروه إلى الإنسان مِن حيث لا يشعر) 
وقال الرَّاغب: (المكْر: صرف الغير عمَّا يقصده بحيلة) 
معنى الكَيْد لغةً: 
--------------
الكَيْد: المكر والخبث، كادَهُ يَكيدُه كَيْدًا ومَكيدَةً. وكذلك المكايَدَةُ. وربَّما سُمِّي الحربُ كَيْدًا. يقال: غزا فلانٌ فلم يَلْقَ كَيْدًا. وكلُّ شيء تعالجه فأنت تكيده 
معنى الكَيْد اصطلاحًا: 
--------------------
قال السيوطي: (الكَيْد: إرَادَةٌ متضمِّنةٌ لاستتار مَا يُرَاد عَمَّن يُرَاد بِه) 
وقال الجرجاني: (الكَيْد: إرَادَةُ مضرَّة الغير خُفْيَة، وهو مِن الخَلْق: الحِيلة السَّيئة، ومِن الله: التَّدبير بالحقِّ لمجازاة أعمال الخَلْق) 

ثالثا : البغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى 
-----------------------------------------------------
البَغْيُ - بَغْيُ: 
البَغْيُ : الظلم . 
و البَغْيُ الخروج على القانون . 
و البَغْيُ الكِبْرُ والاستطالة . 
و البَغْيُ مجاوزة الحدّ . 
و البَغْيُ فساد الجُرح . 
يقال : بَرئَ الجُرحُ على بَغْي : إِذا التأَم على فساد .
المعجم: المعجم الوسيط
والبغي في اللغة على معانٍ:
الطلب: كما في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾،
 أو بمعنى الظلم، كما في قوله: ﴿خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ﴾،
 ومن معاني البغي أيضاً الفساد كما في قول العرب: بغى الجرح إذا فسد ونتن،
 وجمعاً بين هذه المعاني قال الأزهري: «هو قصد الفساد».
 وعرَّف الراغب الأصفهاني البغي بأنه: «طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه أو لم يتجاوزه.. 
والبغي على حزبين:
 أحدهما محمود وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، 
والثاني مذموم وهو تجاوز الحق إلى الباطل أو تجاوزه إلى الشبه»

اللهـــــــــــــــــم نجنا من :
                               النكـــــــــــــــــــــــــث 

                                                      والمكـــــــــــــــــــــــر

                                                                          والبغـــــــــــــــــــــــى
                                          

                                             هذا وبالله التوفيق ...