من خلال سماعى لصوتيات المرحوم بإذن الله الشيخ / عبد الحميد كشك فارس المنابر
الدرس رقم 240بعنوان أمانة حاكم
يقــــــــــــــــول :
مدرسة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن مشيدة من بروج
ولم تكن فيها سرر مرفوعة
ولا أكواب موضوعة
ولا نمارق مصفوفة
ولا ذرابى مبثوثة
مدرسة سقفها الجريد وأرضها الحصباء
تخرج فيهـــــا :
1- المصلح العظيم كأبو بكـــــر
2- الزعيم الملهــم كعمـــــر
3- الحيي الكريم كعثمــــــان
4- العبقرى الفذ كعلـــــــى
5- المدرس القدير كابن عبــــاس
6- المفتى الخبير كابن عمــــــر
7- القائد الجبار كا خالـــــــد
8- المحدث العظيم كأبى هريــــرة
9- الفيلسوف البارع كسلمــــان
10- والزاهد الورع كأبـــــى ذر
فى أى الجامعات تخرج هؤلاء
===============
لم يتخرجوا من جامعة فى أوربا ولا جامعة فى أمريكا
وإنما تخرجوا فى جامعة فيها الحبيب المصطفى لا يلحقوا
وفى خطبته هذه ساق لنا نموذجان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأول : جرير بن عبد الله البجلى
الذى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم
عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه يقول :" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم "
و مما يثعلق بحديث جرير منقبة ومكرمة لجرير رضي الله عنه رواها الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده حاصلها أن جريرا أمر مولاه أن يشتري له فرسا فاشترى له فرسا بثلثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلثمائة درهم أتبيعه بأربعمائة درهم قال ذلك إليك يا أبى عبدالله, فقال فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم , ثم لم يزل يزيده مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول : فرسك خير إلى أن بلغ ثمائمائة درهم , فاشتراه بها فقيل له في ذلك فقال : إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم وكان رضي الله عنه إذا اشترى شيئا أو باعه , قال لصاحبه : اعلم أن ما أخذنامنك أحب إلينا مما أعطيناك فاختر
الثانى : عمر بن الخطاب رضى الله عنه
وقصته مع أم الأيتام
خرج الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين
كعادته ليتفقد حال رعيته كما يكون من الحاكم العادل الذي يعتني بشعبه و يهتم لأمره مع
صاحبه و صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن ابنعوف ..
سار الخليفة العادل على قدميه هو وصاحبه حتى رآى من بعيد في الصحراء نارا موقدة
فسارا إليها ليتقصى عن شأنها و يعرف صاحبها ..
و عندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار و عليها قدر كبير و حولها أطفالها
و بينما هو كذلك إذ به يسمع أحد صبيانها يقول :
-أمي ..أمي
نظرت اليه و سألته بحنان :
-نعم يا بني
فقال و الوهن يكسه صوته الصغير:
أنا جائع يا أمي أريد أن آكل شيئا
فتعالى صوت أخيه الثاني و هو يقول مثل قول أخيه :
أماه إني أكاد أموت جوعا ارجوك يا أمي هل حضر الطعام منذ زمن و نحن ننتظر
فرد ثالث قائلا:
و أنا أيضا يا أمي متى ينضج طعامنا
ردت الأم و قلبها يكاد ينفطر حزنا و هي تدرك أنها لا تملك ما تمنحهم إياه:
-سيجهز قريبا يا أحبتي فقط صبرا جميلا و الله سيرزقكم طعاما طيبا ألا تصبرون
يا صغاري !
فسكن الصبية و عادوا إلى الإنتظار الممل مجددا.
وقف أمير المؤمنين أمامهم و الدهشة تملأ نفسه بل وقف منهارا لا تكاد قدماه تحملانه لما
رآى.
و قال بعطف و عيناه تفيضان من الدمع كأنها ماء السماء فاضت بماء منهمر و قلبه امتلأ
أسى و حزنا :
يا أم الأطفال ما هذا القدر؟
فقالت المرأة بأسى و هي لا تعرف أنه أمير المؤمنين الحاكم الذي تدين له كل بلاد
الإسلام بالولاء و الطاعة بعد الله و رسوله:
-يا هذا إن أطفالي قد اشتد بهم الجوع و ليس عندي من الطعام ما أقدمه لهم
فوضعت ماءا في القدر ووضعت فيه بعض الحصى ووضعت القدر على النار و ليس فيه
سوى الماء و الحصى و أنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى.
فقال عمر رضي الله عنه:
مما تشكين يا أمة الله؟
قالت له:
الله الله في عمر (أي تشكو إلى الله عمر رضي الله عنه)
و نزلت هذه الكلمة على قلب الحاكم العادل عمر كأنها الصاعقة فما كان يظن أن
يقع يوما في مثل هذا الموقف و هو الحاكم العادل و أمير المؤمنين الذي
بايعوه ليقوم على أمرهم
فقال لها:
و ما شأن عمر يا أمة الله
فقالت:
-أيتولى أمرنا و يغفل عنا و نحن شعبه و رعيته
سمع عمر كل هذا و قلبه منفطر لهذه الكلمات..
فما كان منه إلا أن اسرع إلى بيت مال المسلمين و قال للمرأة قبل ذهابه:
لا تحزني يا أمة الله لن ينام أطفالك اليوم إلا و قد شبعوا بإذن الله
دخل إلى مخازن الدقيق و حمل منه كيسا و قال للحارس:
إحمل علي هذا الكيس
فقال الحارس مستفسرا:
أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين
قال عمر:
بل علي
فكرر الحارس سؤاله مستفسرا إذ كبر عليه أن يسير أمير المؤمنين حاملا الكيس على
ظهره.
فقال له أمير المؤمنين عمر:
-إحمل علي الكيس فلست أنت من سيحمل عني ذنوبي يوم القيامة لو سألني ربي عن أم
الأيتام
فرفع الحارس الكيس على ظهر أمير المؤمنين و انطلق عمر مسرعا نحو المرأة
و أطفالها.
اقترب من الأم و أبنائها فوقف وراء صخرة و أخذ يتأمل فيهم فقال له صاحبه :لنعد إلى
البيت يا أمير المؤمنين فالبرد شديد
فقال عمر:
لا و الله لن أمضي من هنا إلا وأترك الأطفال يضحكون كما وجدتهم من قبل يبكون
خرجت تلك الكلمات من قلب نبيل تدرب على حب الآخرين و درس العطف و الرفق في
مدرسة النبوة الشريفة و ذهب عمر وأعد بنفسه الطعام للأيتام و عندما شبعوا
وأطمئن عليهم.
كان خيط النور قد بدا يغزو السماء و بدت الظلمة تنحدر نحو الأفق الواسع
لتحل مكانها نسائم الفجر و نوره الخافت المتسلل بين خيوط الظلام و يتهادى
فوق الرمال الرطبة .
فعاد أمير المؤمنين و صاحبه إلى المسجد لصلاة الفجر و كم كان بكاءه شديدا رضي الله
عنه من شدة تأثره بما حصل في تلك الليلة العجيبة.
و من الغد طلب أن ينادوا المرأة التي كان رآها بالأمس.
جلس عمر رضي الله عنه و إلى جانبه الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب و الصحابي
الجليل إبن مسعود.
و كان علي رضي الله عنه يقول لعمر يا عمر و إبن مسعود رضي الله عنه يقول يا عمر
فنظرت المرأة للرجل الذي يقولون له يا عمر و أدركت أنه الرجل الذي طبخ
لأولادها عشاءهم و هو الرجل الذي قالت له تلك الكلمات القاسية فأحست
بالوجل..
فلما رآى عمر عليها صفرة الوجل و أحس بارتباكها قال:
لا عليك يا أخية أنا ما دعوتك لهذا المكان إلا لتبيعي مظلمتك لي و تسامحيني لما كان
مني.
فقالت :
ألتمس العفو يا أمير المؤمنين
فقال:
لا بد أن أشتري هذه المظلمة
فاشتراها بستمائة درهم من ماله الخاص وكتب في ذلك ورقة شهد عليها علي و ابن
مسعود
فقال حينها لمن حوله:
إذا مت فضعوها في كفني حتى ألقى بها الله
هذا وبالله التوفيق
********************
خرج الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين
كعادته ليتفقد حال رعيته كما يكون من الحاكم العادل الذي يعتني بشعبه و يهتم لأمره مع
صاحبه و صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن ابنعوف ..
سار الخليفة العادل على قدميه هو وصاحبه حتى رآى من بعيد في الصحراء نارا موقدة
فسارا إليها ليتقصى عن شأنها و يعرف صاحبها ..
و عندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار و عليها قدر كبير و حولها أطفالها
و بينما هو كذلك إذ به يسمع أحد صبيانها يقول :
-أمي ..أمي
نظرت اليه و سألته بحنان :
-نعم يا بني
فقال و الوهن يكسه صوته الصغير:
أنا جائع يا أمي أريد أن آكل شيئا
فتعالى صوت أخيه الثاني و هو يقول مثل قول أخيه :
أماه إني أكاد أموت جوعا ارجوك يا أمي هل حضر الطعام منذ زمن و نحن ننتظر
فرد ثالث قائلا:
و أنا أيضا يا أمي متى ينضج طعامنا
ردت الأم و قلبها يكاد ينفطر حزنا و هي تدرك أنها لا تملك ما تمنحهم إياه:
-سيجهز قريبا يا أحبتي فقط صبرا جميلا و الله سيرزقكم طعاما طيبا ألا تصبرون
يا صغاري !
فسكن الصبية و عادوا إلى الإنتظار الممل مجددا.
وقف أمير المؤمنين أمامهم و الدهشة تملأ نفسه بل وقف منهارا لا تكاد قدماه تحملانه لما
رآى.
و قال بعطف و عيناه تفيضان من الدمع كأنها ماء السماء فاضت بماء منهمر و قلبه امتلأ
أسى و حزنا :
يا أم الأطفال ما هذا القدر؟
فقالت المرأة بأسى و هي لا تعرف أنه أمير المؤمنين الحاكم الذي تدين له كل بلاد
الإسلام بالولاء و الطاعة بعد الله و رسوله:
-يا هذا إن أطفالي قد اشتد بهم الجوع و ليس عندي من الطعام ما أقدمه لهم
فوضعت ماءا في القدر ووضعت فيه بعض الحصى ووضعت القدر على النار و ليس فيه
سوى الماء و الحصى و أنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى.
فقال عمر رضي الله عنه:
مما تشكين يا أمة الله؟
قالت له:
الله الله في عمر (أي تشكو إلى الله عمر رضي الله عنه)
و نزلت هذه الكلمة على قلب الحاكم العادل عمر كأنها الصاعقة فما كان يظن أن
يقع يوما في مثل هذا الموقف و هو الحاكم العادل و أمير المؤمنين الذي
بايعوه ليقوم على أمرهم
فقال لها:
و ما شأن عمر يا أمة الله
فقالت:
-أيتولى أمرنا و يغفل عنا و نحن شعبه و رعيته
سمع عمر كل هذا و قلبه منفطر لهذه الكلمات..
فما كان منه إلا أن اسرع إلى بيت مال المسلمين و قال للمرأة قبل ذهابه:
لا تحزني يا أمة الله لن ينام أطفالك اليوم إلا و قد شبعوا بإذن الله
دخل إلى مخازن الدقيق و حمل منه كيسا و قال للحارس:
إحمل علي هذا الكيس
فقال الحارس مستفسرا:
أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين
قال عمر:
بل علي
فكرر الحارس سؤاله مستفسرا إذ كبر عليه أن يسير أمير المؤمنين حاملا الكيس على
ظهره.
فقال له أمير المؤمنين عمر:
-إحمل علي الكيس فلست أنت من سيحمل عني ذنوبي يوم القيامة لو سألني ربي عن أم
الأيتام
فرفع الحارس الكيس على ظهر أمير المؤمنين و انطلق عمر مسرعا نحو المرأة
و أطفالها.
اقترب من الأم و أبنائها فوقف وراء صخرة و أخذ يتأمل فيهم فقال له صاحبه :لنعد إلى
البيت يا أمير المؤمنين فالبرد شديد
فقال عمر:
لا و الله لن أمضي من هنا إلا وأترك الأطفال يضحكون كما وجدتهم من قبل يبكون
خرجت تلك الكلمات من قلب نبيل تدرب على حب الآخرين و درس العطف و الرفق في
مدرسة النبوة الشريفة و ذهب عمر وأعد بنفسه الطعام للأيتام و عندما شبعوا
وأطمئن عليهم.
كان خيط النور قد بدا يغزو السماء و بدت الظلمة تنحدر نحو الأفق الواسع
لتحل مكانها نسائم الفجر و نوره الخافت المتسلل بين خيوط الظلام و يتهادى
فوق الرمال الرطبة .
فعاد أمير المؤمنين و صاحبه إلى المسجد لصلاة الفجر و كم كان بكاءه شديدا رضي الله
عنه من شدة تأثره بما حصل في تلك الليلة العجيبة.
و من الغد طلب أن ينادوا المرأة التي كان رآها بالأمس.
جلس عمر رضي الله عنه و إلى جانبه الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب و الصحابي
الجليل إبن مسعود.
و كان علي رضي الله عنه يقول لعمر يا عمر و إبن مسعود رضي الله عنه يقول يا عمر
فنظرت المرأة للرجل الذي يقولون له يا عمر و أدركت أنه الرجل الذي طبخ
لأولادها عشاءهم و هو الرجل الذي قالت له تلك الكلمات القاسية فأحست
بالوجل..
فلما رآى عمر عليها صفرة الوجل و أحس بارتباكها قال:
لا عليك يا أخية أنا ما دعوتك لهذا المكان إلا لتبيعي مظلمتك لي و تسامحيني لما كان
مني.
فقالت :
ألتمس العفو يا أمير المؤمنين
فقال:
لا بد أن أشتري هذه المظلمة
فاشتراها بستمائة درهم من ماله الخاص وكتب في ذلك ورقة شهد عليها علي و ابن
مسعود
فقال حينها لمن حوله:
إذا مت فضعوها في كفني حتى ألقى بها الله
هذا وبالله التوفيق
********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق