السبت، 16 نوفمبر 2013

من أساليب التربية في القرآن الكريم



                                                   من أساليب التربية في القرآن الكريم


                                          (التعريض والتلميح )

منقول بتصرف عن فضيلة 
الدكتور/ عثمان قدري مكانسي 
من أدباء الشام
( جزاه الله كل خير )

التعريض في الكلام هو ما يقابل التصريح، وهو ليس بكذب؛ بل هو كلام له وجهان، أو عدة أوجه، ويكون قصد المتكلم منه أن يفهم السامع خلاف ما يقصده هو.
و قال ابن منظور في لسان العرب: والتعْرِيضُ خلاف التصريح، والمَعارِيضُ التَّوْرِيةُ بالشيء عن الشيء. 
عرّضَ في حديثه : لم يبيّنْه ولم يصرّح به .
وعرّضَ له وبه : قال قولاً وهو يعنيه ، ويريده ، ولم يصرّح به .
ولمَّحَ إلى الشيء تلميحاً : أشار إليه ، وقديماً قالوا : ( ربّ تلميح أوقع من تصريح ) ، وقالوا كذلك : ( إياكِ أعني واسمعي يا جارة ) 
وللتعريض فوائد عديدة ، منها :
1ـ التنبيهُ دون الاتهام والتجريح .
2ـ التراجع عن الشيء دون حرج " حفظ خط الرجعة " .
3ـ تقبّل النصيحة دون فضيحة .
4ـ إيصال الأمر مغلفاً باللطف والأدب .
5ـ التعميم في الحديث دون لفت النظر إلى المعنيّ به .
6ـ المديح والتعظيم للعمل الطيب وأصحابه .
7ـ الجهل بالفاعلين ، أو القائلين ، وإظهار الرضا ، أو الامتعاض .
8ـ الذمّ والتحقير . .
وقد ثبت استعماله في السنة وعن السلف الصالح رضي الله عنهم، فمن ذلك ما جاء في الأدب المفرد عن عمر بن الخطاب وعمران بن الحصين- رضي الله عنهما- أنهما قالا: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب. صححه الألباني. 
وفي صحيح البخاري عن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة ولم يعلم به فقال: كيف الغلام؟ فقالت أم سليم: هدأ نَفَسه وأرجو أن يكون قد استراح..، فظن أبو طلحة أنه تعافى أو شفي.. ومثال هذا كثير. 
وقد حرص القرآن الكريم ـ وهو يعلمنا ـ على هذا الأسلوب ، لما فيه من تلك الفوائد وغيرها .
ـ فهو على سبيل الجهل بالقائلين وذمّ مقالهم يحدثنا عن الكثير من الناس الذين لا يصل تفكيرهم أبعدَ من أرنبة أنوفهم ، فيطلبون الخير الزائل ، والمكسب القليل النافد فقط ، وهم بذاك يقطعون على أنفسهم الفضل العميم الزائد المستمر ، وعلى نفسها جنت براقش (( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ))سورة البقرة ، الآية : 200 .
ويمدح مباشرةً أصحاب العقول الراجحة ، والنظرة الثاقبة الذين تتحرك قلوبهم ، وأفئدتهم نحو النعيم المقيم ، والخير الأبدي ، إلى رضى الله وجنته (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) ))سورة البقرة ، الآيتان : 201 ، 202 .
لم يحدد الطرفين ، ولكنهم كثير (( الناس )) كمٌّ هائل ، ولفظ عام ينضوي فيه ابناء آدم إلى يوم القيامة .
ـ ومن الأمثلة على التعريض والتلميح في التوبيخ والذم قوله سبحانه : (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) ))سورة آل عمران ، الآيات: 173 ـ 174-175
فقد أصاب المسلمين يوم أحد جراحات . . فما إن عادوا إلى المدينة حتى أرجف المنافقون فيها ـ وهم لفظ( الناس) الأول ،أما المشركون فلمّح إليهم لفظ (الناس) الثاتي ، وقد فكر المشركون أن يعودوا إلى المدينة ليستأصلوا المسلمين . . فماذا فعل المسلمون وماذا قالوا ؟ :
1ـ ازداد إيمانهم بالله لأنهم واثقون بنصره إياهم .
2ـ لجأوا إليه ، واعتمدوا عليه ، وتوكلوا عليه ، وهو سبحانه لا يخيِّبُهم .
3ـ ألقى الله تعالى الرعب في قلوب المشركين ، فانكفأوا عن المدينة إلى مكة ، وعاد المسلمون
راضين مطمئنين . فالشيطان يخوّف أولياءه ، وليس له سلطان على أولياء الله تعالى .
لكنَّ المسلمين جميعاً عرفوا المقصود من كلمة الناس الأولى ، وكلمة الناس الثانية ، وكذلك عرف المنافقون أنهم قد عُرِّضَ بهم ، فخنسوا وذلّوا . . .
ـ ومن الأمثلة على التعريض دون التصريح في التحقير والذم قوله سبحانه :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) ))سورة البقرة ، الآيات : 204 ـ 205- 206 .
فبعض المنافقين يروق للناس كلامهم ، ويثير إعجابهم بخلابة ألسنتهم وبلاغة بيانهم ، لكنَّ الله تعالى لا تجوز عليه سبحانه مثل هذه الأمور لأنه علام الغيوب ، المطلع على السرائر ، هؤلاء المنافقون يُشهِدون الله ـ زوراً ـ على صلاحهم المزعوم وكلامهم المعسول ، فإذا انصرفوا عن المسلمين عاثوا في الأرض فساداً ، فأحرقوا الزرع ، وأهلكوا النسل .
وإذا وُعظ هؤلاء الفجرة الأفّاكون ، وقيل لهم : اتقوا الله ، وانزعوا عن أقوالكم وأفعالكم القبيحة حَمَلَتْهم الأنَفَةُ ، وحميّة الجاهلية على الإغراق في الفساد ، والإمعان في العناد ، فعقوبتهم النار ، أعاذنا الله من عذابها .
ـ أما المؤمنون الأتقياء ، فهم بريئون ممّا يفعل أولئك ، بل إنهم يبيعون نفوسهم لله سبحانه ، يرجون ثوابه ، ويبتغون مرضاته ، وهؤلاء هم الذين سيرحمهم الله ، ويغفر لهم ، فهو الرؤوف الرحيم بحالهم ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا منهم (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) ))سورة البقرة ، الآية : 207 .
ـ ومن الأمثلة على التعريض يالمفسدين علماً بما يفعلون ، وتحذيراً منهم قوله تعالى :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) ))سورة لقمان ، الآيتان : 6 ، 7 .
فكل من يشتري ما يلهي عن طاعة الله ، ويصد عن سبيله ، مما لا خير فيه ، ولا فائدة نحو السمر بالأساطير ، والتحدث بما يضحك ، وما لا ينبغي ، ليضل الناس عن طريق الهدى ، ويبعدهم عن دينه القويم بغير حجة ولا برهان ، ويستهزىء بكتاب الله له عذاب شديد مع الذلة والهوان .
فإذا أفهمته ما يجب أن يفعل ليكون من عباد الله المتقين ، ونهيته عن مباذله ومفاسده صك أذنيه ، وأدبر متكبراً كأنه لم يسمعها ، ويتغافل عنها ، راغباً عنها ، فلهذا ولأمثاله عذاب أليم .
والآيات التي استشهدنا بها بدأت كلها بقوله : (( وَمِنَ النَّاسِ )) دون أن يحددهم للأسباب التي ذكرناها . وأصحابها يعرفون أنفسهم ، فيغتاظون ، والمسلمون يعرفونهم ، فيحذرونهم ، ويتجنبون الوقوع فيما وقع فيه هؤلاء .
ـ ومن الأمثلة على التعريض توبيخاً ، وذمّاً ، وتقريعاً قوله تعالى في المنافقين : (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)
وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) ))سورة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، الآيتان : 29 ، 30 .
فهؤلاء المنافقون يعتقدون أن الله تعالى لن يكشف للمؤمنين شكهم ونفاقهم ، وأنّه لن يظهر بغضهم وحقدهم على المسلمين . . بل إنه ـ سبحانه ـ فاضحهم ، وكاشفُ أمرهم ، ولو أراد الله سبحانه لعرَّف لرسوله عليهم بأشخاصهم ، وعلاماتهم . . كما أنهم يكشفون أنفسهم في طريقة كلامهم وأسلوب عرضه  
وتعريضهم بما يسيء للإسلام والمسلمين .
والله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلوب عباده كلهم ، شاكرهم ، وعاصيهم ، مؤمنهم وفاجرهم ، وقوله : (( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )) هو التعريض والتلميح نفسه ، فلحن القول عدم التصريح به .

                             هذا وبالله التوفيق .






السبت، 9 نوفمبر 2013

حتى لا ننســـــــــــــــــــــــــى


حتى لا ننســـــــــــــــــــــــــى :
===================

كتبه الفقير لعفو ربه عفا الله عنه ، وجزاه الله كل خير:
فـــارس الـــقـــيـــروان
=============
التعديل الأخير تم بواسطة أبو ريحانة الوراقي عفا الله عنه ، وجزاه الله كل خير: 27-09-2011، الساعة 03:07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لمن المعضلات . توضيح الواضحات

إن الأمور الواضحات إذا استشكلت علينا واحتاجات لتوضيح
إذا فما الحال في العظام من المسائل ؟

وليس يصح في الأذهان شئ ... إذا احتاج النهار إلى دليل

من فترة ليست بالبعيدة كتب ابراهيم عيسى الكاتب المعروف مقالا في جريدة الدستور بعنوان

بزنسة أبي هريرة !!

انا حقيقة لا اعلم ما سر هذا الكره والحقد على أبي هريرة رضى الله عنه من بعض الكتاب والصحفيين

ولا أعلم هل أبو هريرة يلتبس علينا ، فهو غير الذي نعرفه ؟
هل يحتاج ابراهيم عيسى لمن يوضح له من هو أبو هريرة رضى الله عنه ؟
إننا لو سالنا طفل في الحضانة سيعرف عن أبو هريرة الشئ الكثير
فهل يحتاج إبارهيم عيسى لمن يوضح له الأمر


ثم إن إبراهيم عيسى ليس أول القوم في ذلك
بل سبقه صحفيون كثر

وكأن من لم يجد شئ يكتبه فعرض أبو هريرة له مجال خصب لكتابة مقال

لقد ذكر ابراهيم عيسى في هذا المقال قصة واهية لا قدم لها ولا ساق ، وهي مضروب بها عرض الحائط فهي من كتاب العقد الفريد وليس لها سند

وميزان قبول الأخبار عندنا كمسلمين كما لا يخفى على ذي لب الاسناد

فما كان مسندا ننظر أولا في رجال السند فإن توافرت فيهم العدالة والضبط وعدم الكذب والاختلاط وسوء الحفظ إلى أخره من شروط قبول رواية الرواي فنقبل الحديث أو المتن بما هو مذكور فيه

أما ما لم يكن كذلك
فلا قيمة له عندنا ، ولا نعول عليه لا في القصص ولا في الأحكام

فهذا الرجل الذي لا يفقه شئ في علم الرواية والحديث ذكر قصة واهية مكذوبة ويذكر فيها أن أبا هريرة قد أخذ مال من أموال امسلمين بغير وجه حق لما كان عاملا على البحرين في خلافة عمر رضى الله عنه

وربط بين هذا وبين ما يفعله أصحاب السلطة عندنا من سرقة للمال العام واختلاس ونهب وتذوير وتدليس

وليت شعري
نذكر أبا هريرة كمثال للفساد والسرقة ؟

أبو هريرة الذي دعى له النبي صلى الله عليه وسلم وقال "ا للهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة "

إذا فكيف بعاقل مسلم يتطاول على أبي هريرة رضى الله عنه وأرضاه

والله إنه لخطر عظيم
فليراجع إيمانه

لان حب أبو هريرة من الإيمان ، فما مصير من كره أبو هريرة ؟ أو نقل كلام مكذوب عنه ولم يحدث ؟

لذلك فإن الأمر خطير

أبو هريرة رضى الله عنه قضى نحبه لربه وحط رحاله في الجنة بمشيئة الله ولا يضره كلام المتكلمين ولا حقد البطالين

لكن هؤلاء الذين يتطاولون عليه ألا يتقون الله ويخافونه ؟

إنهم يشتتون الأمة
ويمزقون رباطها

وإذا سقط الصحابة
فمن يبقى ؟

وكيف نخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ، لما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "

لك أن تتخيل هذا

جبل أحد كله ذهب ، وتنفقه في سبيل الله ما تصل لجماع كفي أحدهم ولا حتى كف واحد

فكيف نتطاول عليهم ؟

وأين
في بلاد السنة ؟

لو كان الأمر في بلاد الشيعة إيران أو غيرها
لما كان الأمر مستقبح ، إذا هو سجيتهم النيل من الصحابة

لكن أن يكون هذا في بلاد السنة بلا رقيب ولا حسيب ؟
ويقول من شاء ما شاء

إن المقصود ليس أبا هريرة فقط
وإنما المقصود أن تهدم السنة

إذ كيف لمن يسرق بيت مال المسلمين أو يختلس منه يكون صادق في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
وكلنا يعلم أن أبا هريرة رواى أحاديث كثيرة جدا عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومثله تماما من يعتدي على صحيح البخاري ويحاول إسقاطه

فإنه لا يقصد صحيح البخاري فقط
وإنما يقصد السنة

لانه إذا قطع الرأس مات الجسد

فيكون الأمر سهلا بعد إسقاط البخاري أن يسقطوا مسلما والترمذي وأبي داود ووو إلخ

وتخرج علينا إمراءة جاهلة تقول إن صحيح البخاري لم يثبت منه إلا 17 حديث فقط

صحيح البخاري الذي هو كالشمس في رابعة النهار ، والذي تلقته الأمة بالقبول
والذي ما فيه إلا الصحيح

وما تكلم أحد فيه من اهل العلم إلا في أربع مواضع فقط ، لا في أنها ضعيفة ، وإنما في أنها ليست على شرط البخاري وإنما هي صحيحة
وأعجب حين أعلم أن على بن المديني- إن لم تخني الذاكر - شيخ البخاري يقول والحق فيها مع البخاري

ويأتي بعض المفلايس يقولون إن البخاري خرج في صحيحه لبعض الضعفاء
فكيف يكون كل الأحاديث فيه صحيحه ؟

هذا حقيقة إشكال من لا يعلم في الحديث شئ والأمر في ذلك يطول
أما أهل الحديث يعلمون ويفرقون ويحققون

وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر كلام الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله قال
"
إن الشيخين يخرجان لمن فيهم كلام في مواضع معروفة :

أحدهما : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام لا يضره في روايته البتة ، كما أخرج البخاري لعكرمة .

الثاني : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام إنما يقتضي أنه لا يصلح للاحتجاج به وحده ، ويريان أنه يصلح لأن يحتج به مقروناً ، أو حيث تابعه غيره ، ونحو ذلك .

ثالثها : أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه ، أو برواية فلان عنه ، أو بما سمع منه من غير كتابه ، أو بما سمع منه بعد اختلاطه ، أو بما جاء عنه عنعنه وهو مدلس ، ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس .

فيخرجان للرجل حيث يصلح ، ولا يخرجان له حيث لا يصلح " " التنكيل للمعلمي اليماني"

وهذا حديث يطول ويطول ليتضح أكثر
لكن تكفي كلمات الشيخ المعلمي اليماني على الأقل لتظهر لنا الوجه الصحيح

لذلك فالطعن كما قلت في البخاري أيضا طعن في السنة

فتارة يطعنون في صحابي
وتارة يطعنون في البخاري

وتارة يطعنون في أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه المبرأة من فوق سبع سنوات
ويسيؤن الادب في الحديث عنها

وهكذا دواليك
تدور عجلتهم في اتجاه موجات التغريب

وهؤلاء نمثل بهم بهذه الابيات التى تصفهم وصفا دقيقا

تصـدر للتدريس كل مهوس .... بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا .... ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها .... كلاها وحتى سامها كل مفلس


وكما يقول الشيخ أبو اسحاق الحويني شفاه الله وعافاه دائما " إننا في هذا الزمان في أمس الحاجة لعلم الحديث ، وذلك للمحنة التي نقع فيها من الهجمات الشرسة على المرويات ، للذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم "

نعم فأصبحوا يزعزعوا الثوابت
ويريدون أن يحلوا مكانها الاكاذيب والاراجيف

وليحذر هؤلاء فإن الأمر جد خطير وليس بهين
وليعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون خصمهم إن لم ينتهوا ويتوبوا إلى الله

................

كتبه الفقير لعفو ربه عفا الله عنه
فـــارس الـــقـــيـــروان
التعديل الأخير تم بواسطة أبو ريحانة الوراقي عفا الله عنه ، وجزاه الله كل خير: 27-09-2011، الساعة 03:07

الأحد، 3 نوفمبر 2013

إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور


إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور
===================

هناك أربع آيات في القرآن الكريم خُتمت بقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}، 
الأولى: قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (إبراهيم:5).

والثانية: قوله سبحانه:
{ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (لقمان:31).

والثالثة: قوله تبارك وتعال
ى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (سبأ:19)،
والرابعة: قوله عز وجل
: {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (الشورى:33).

والملاحظة الأول
ى التي نسجلها قبل تحليل قوله تعالى: {صبار شكور}، أن ثلاث آيات من هذه الآيات الأربع، جاءت في سياق النعم التي أنعم الله بها على عباده، في حين أن الآية الرابعة - وهي آية سورة سبأ - جاءت في سياق الحديث عن قوم سبأ الذين كفروا بأنعم الله، وجحدوا فضله.

والملاحظة الثانية
التي تستدعي نفسها في هذا المقام، هي أن هاتين الصفتين: {صبار شكور}، من صيغ المبالغة، التي تفيد المبالغة في فعل شيء ما، كقولنا: فلان حماد، أي: كثير الحمد.

والملاحظة الثالثة
هنا، ما روي عن عون بن عبد الله، قوله: فكم من مُنْعَمٍ عليه غير شاكر، وكم من مبتلى غير صابر. وقال قطرب - وهو أحد أئمة اللغة -: نعم العبد الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر.

وأقوال المفسرين من المراد من هاتين الصفتين متقاربة غير متباعدة، ومتكاملة غير متنافرة؛ فالإمام البغوي يقول: و(الصبار): الكثير الصبر، و(الشكور): الكثير الشكر، والمراد من هذين الوصفين كل مؤمن؛ لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين.

و القرطبي يقول: صبار على البلوى، شكور على النعماء.

وقال ابن كثير : صبار في الضراء، شكور في السراء.

و الآلوسي يقول: صبار في الشدة، شكور في الرخاء؛ لأن حال المؤمن، إما أن يكون حال محنة وبلية، أو حال منحة وعطية؛ فإن كان الأول، كان المؤمن صباراً، وإن كان الثاني كان شكوراً. وهذا تنبيه على أن المؤمن يجب أن لا يخلو زمانه عن أحد هذين الأمرين، فإن جرى الوقت على ما يلائم طبعه ويوافق إرادته، كان مشغولاً بالشكر، وإن جرى ما لا يلائم طبعه كان مشغولاً بالصبر.

أما ابن عاشور فيقول: والجمع بين { صبار } و{ شكور } في الوصف؛ لإفادة أن واجب المؤمن التخلق بهذين الخُلقين: الصبر على المكاره، والشكر على النعم.

والشيخ السعدي يقول: صبار على الضراء، شكور على السراء، صبار على طاعة اللّه، وعن معصيته، وعلى أقداره، شكور للّه، على نعمه الدينية والدنيوية.

ثم وراء ما ذكره المفسرون من المراد من هاتين الصفتين، يذكر بعض أهل العلم كلاماً لا ينبغي أن يغفل عنه في هذا المقام، وهو أن سبحانه قد أنعم على الإنسان بنعم كثيرة، بحيث إنه لو أراد أن يحصي هذه النعم لما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وقد قال تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } (إبراهيم:34). وذلك أن الإلفة والعادة التي يعيش في ظلها الإنسان تجعله لا يحس بقدر هذه النعم التي أنعم الله بها عليه، ولا يعرف قيمتها إلا إذا فقدها. والأصل هو معرفة الإنسان بنعم الله عليه قبل فقدها، والتوجه إليه بكل جوارحه شاكراً لأنعمه، منيباً إليه.

وعندما تسلب هذه النعم من الإنسان - لحكمة يريدها الله - تفرض العبودية عليه أن يلتزم بالصبر الجميل، ويلجأ إلى الله طالباً كشف الضر عنه، وعليه أن لا يتصرف تصرفاً ينافي العبودية لله، والاستسلام لقضائه وقدره. وقد جاء في الحديث الصحيح: ( عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له ) رواه مسلم ، فهذا الحديث نابع من مشكاة هذين الوصفين اللذين ذكرهما القرآن الكريم.

وحُقَّ لك أن تسأل هنا: لماذا ذكر القرآن الكريم هاتين الصفتين بصيغة المبالغة؟ وفي الجواب يقال:

لما كانت لا توجد نعمة من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان صغيرة، بل كل نعمه سبحانه عظيمة وكبيرة، فأقل عضو من أعضائه يقوم من المهام التي لا يمكن إحصائها، ويحمل من النعم التي لا سبيل إلى إدراكها، وإذ الأمر كذلك، فقد استدعى من المُنْعَم عليه أن يكون كثير الشكر، عظيم الصبر.

والنبي أيوب عليه السلام (بطل الصبر) - كما يقول الشيخ بديع الزمان النورسي -، بعد أن أخذ الله منه جميع النعم الدنيوية التي أنعمها عليه، لم تتغير حاله ولا أطواره، ولم ينحرف إلى اليأس أمام المحن والشدائد التي واجهته، بل تصدى لها بعزم وثبات ورباطة جأش؛ لأنه كان يدرك المعنى الحقيقي لأسباب المحن والمشقات؛ ولأنه أيضاً كان يدرك جيداً أن وراء كل محنة منحة، وخلف كل مصيبة لطيفة؛ لذا كان قلبه مفعماً بالإيمان، ولم ينزلق إلى القلق، بل توجه إلى ربه بالشكر والصبر، { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب } (ص:44).
.
.
ثم إن هذه الآيةالرابعة {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (الشورى:33).
جاءتْ بعد قوله تعالى
{ وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ.. }
[الشورى: 30] فالمصائب أيضاً تحتاج إلى الصبَّار الشكور؛ لأن المصيبة حين تنزل بالمرء لا تصيب كلَّ الأعضاء ولا تأتي عليه كله، فالله يصيبك في شيء ويعافيك في أشياء، فالمصاب يحتاج إلى صبر والمعافى يحتاج إلى شكر.

لذلك رُوِي أن سيدنا عبد الله بن جعفر لما ذهب إلى الشام جُرحَتْ رِجْله وهو في الطريق، ولم يجد مَنْ يعالجه لطول المسافة، فقاحتْ وحدث بها تلوث وأصابتها الغرغرينة، فلما بلغ دمشق ونزل في ضيافة الخليفة أتوا له بالأطباء. فقرروا بترها والتمسوا له (مُرقَّد) وهو مثل البنج الآن كي لا يُحس بالألم، لكنه رفض ذلك وقال: والله ما أحبُّ أنْ أغفل عن ربي طرفة عين، وفعلاً قطعوا رِجْله دون تخير، لأن الذي يتمتع بهذه المعية ويشعر بهذا الشعور حقيقٌ ألاَّ يشعر بألم وهو في معية الله.

هذه المعية التي احتمى بها سيدنا رسول الله وصاحبه في الغار حين قال له: لا تحزن إن الله معنا، أبو بكر يقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيقول له صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ " ذلك لأنهما في معية الله، والله لا تدركه الأبصار، وكذلك من كان في معية الله منحه الله شيئاً من هذه الصفة.

فلما قال سيدنا عبد الله بن جعفر: ما أحبُّ أن أغفل عن ربي طرفة عين قطعوا رِجْله وهو في هذه الحالة فلم يشعر بألمها، فلما أرادوا أنْ يدفنوها أمسك بها وقال: اللهم إنْ كنتَ ابتليتَ في عضو فقد عافيتَ أعضاء. إذن: هذا مثال للعبد الصبار الشكور، صبار على المصيبة شكور على النعمة.