الأحد، 30 مارس 2014

الدنيا في القرآن الكريم :

 الدنيا في القرآن الكريم: 
---------------------------------------------
أخبرنا الله عز وجل عن حقيقة الدنيا في عدد من الآيات منها قوله تعالى:
﴿وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾[آل عمران:185] 

متاع الغرور، أي: متاع زائل غار ببهرجه وجمال منظره، ثم لا يلبث أن يذهب ويزول .

﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾[الأنعام:32] 

اللعب: العمل الذي لا يجلب درهماً للمعاش، ولا حسنة للمعاد، واللهو: ما يشغل الإنسان عما يعنيه مما يكسبه خيراً أو يدفع عنه ضيراً .

﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾[التوبة: 38] 

﴿وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ﴾[الرعد: 26] 

مَتَاعٌ: شَيْءٌ قَلِيلٌ ذَاهِبٌ زَائِلٌ .

عن ابن عباس قال :


----------------------


مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال : " والذي نفسي بيده ، للدنيا أهون على الله - عز وجل - من هذه على أهلها "

وقال صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء" 

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 
----------------------------------------
ـ اغمض عن الدنيا عينك، وول عنها قلبك، واياك ان تهلكك كما أهلكت من كان قبلك، فلقد رأيت مصارعها، وعانيت سوء آثارها علي أهلها وكيف عري من كست، وجاع من أطعمت، ومات من أحيت

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
------------------------------------------
: "من هوان الدنيا على الله أنه لا ُيعصى إلا فيها, ولا ُينال ما عنده إلا بتركها"
وقال أيضا :
ـ الدنيا والآخرة ضرتان. فبقدر ما ترضي احداهما تسخط الأخري. 


- قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: 
---------------------------------------------
ـ الدنيا العافية، والشباب الصحة، والمروءة الصبر، والكرم التقوي، والحب المال. 
- قال أحد الفصحاء: 
---------------------
ـ ان الدنيا تقبل اقبال الطالب، وتدبر ادبار الهارب، وتصل وصال الملول، وتفارق فراق التجول، فخيرها يسير وعيشها قصير، واقبالها خديعة وادبارها فجيعة، ولذاتها فانية وتبعاتها باقية. فاغتنم غفوة الزمان وانتهز فرصة الامكان، وخذ من نفسك لنفسك وتزود من يومك لغدك. 

- قال لقمان لابنه وهو يعظه: 
-------------------------------
ـ يا بني. ان الدنيا بحر عميق، فلتكن سفينتك تقوي الله، وعتادها الإيمان بالله، وشراعها التوكل علي الله. لعلك تنجو .

- قال مؤدق بن الأجدع لأهل الكوفة: 
----------------------------------------
ـ الا اريكم الدنيا؟ هذه الدنيا كلها أكلوها فافنوها، ليسوها فابلوها، سفكوا فيها دماءهم، واستحلوا فيها محارمهم، وقطعوا فيها أرحامهم. 

- قال عمار بن عبدقيس: 
---------------------------ـ الدنيا والدة الموت ناقضة للمبرم، مرتجعة للعطية، وكل من فيها يجري إلي ما لا يريد، وكل مستقر فيها غير راض عنها وذلك شهيد علي أنها ليست بدار قرار. 

- قال أحد الحكماء: 
---------------------
ـ دار الدنيا كأحلام المنام، وسرورها كظل الغمام، وأحداثها كصوائب السهام، وشهوتها كشرب السمام (السموم) وفتنتها كالأمواج الطوام .

- قال عمرو بن عبيد للخليفة المنصور: 
------------------------------------------
ـ ان الله قد وهب لك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منه ببعضها. 
- قال منصور بن عمار: 
------------------------
ـ الدنيا أولها بكاء، وأوسطها عناء، وآخرها فناء .

- قال حكيم: 
-------------
ـ الدنيا دار كدر، ولن ينجو ممنها إلا أهل الحذر .
--------------------------
- قال الحسن البصري: 
ـ انما الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط، ونحن في أضغاث أحلام

المؤاخـــــــاة :

 فوائد من كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي
=======================

قال بعض الحكماء: 
-------------------
اصطف من الاخوان ذا الدين والحسب والرأي والادب، 

فإنه ردء لك عند حاجتـك، 

ويد عند نائبتـــــــــــــك، 

وأنس عند وحشـــــــتك،

وزين عند عافيــــــــــتك.


وقال حسان بن ثابت ، رضي الله عنه :
------------------------------------------

أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيــــــــرٌ، *** وَلكنْ في البَلاءِ هُمُ قَلِيلُ

فلا يغرركَ خلة ُ من تؤاخي، *** فما لك عندَ نائبَة ٍ خلــيلُ

وكُلُّ أخٍ يقولُ: أنا وَفـــــــيٌّ، *** ولكنْ ليسَ يفعَلُ ما يَقُولُ

سوى خلٍّ لهُ حسبٌ وديـنٌ، *** فذاكَ لما يقولُ هو الفعولُ

الصحـــة والفراغ :

 عن أبي هريرة رضي الله عنه :
=================
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
=======================================
( با دروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا  ) .

فبادر يا أخي بالأعمال الصالحة في زمن المهلة قبل أن تفلت من يدك الفرصة.

وقال : {
لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله: من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه }.

وقال :{
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ }.

فالفراغ نعمة عظيمة لمن شغلها بطاعة الله تعالى. فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل.

لقد هاج الفراغ عليك شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغ


يُحكى أن رجلاً كان يحاسب نفسه، فحسب يوماً سني عمره، فوجدها ستين سنة. فحسب أيامها، فوجدها واحداً وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم.

فصرخ صرخة، و خرّ مغشياً عليه. فلما أفاق قال: يا ويلتاه، أنا آتي ربي بواحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب؟!

يقول هذا لو كان يقترف ذنباً واحداً في كل يوم، فكيف بذنوب كثيرة لا تحصي؟

ثم قال: آه عليّ، عمرت دنياي، وخربت أخراي، وعصيت مولاي، ثم لا أشتهي النقلة من العمران إلى الخراب. وأنشد:

منازل دنياك شيّدتهــــا *** وخرّبت دارك في الآخــــرة


فأصبحت تكرهها للخرا *** ب وترغب في دارك العامرة


وفي الحديث: { اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك }.

واعلم أخي الحبيب أن لك موضعين تندم عندهما حيث لا ينفع الندم:

الأول: عند الاحتضار؛ حيث تريد مهلة من الزمن لتصلح ما أفسدت، وتتدارك ما ضيعت، ولكن هيهات.

الثاني: عند الحساب؛ حيث تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه؛ نقص فيه أجلي، و لم يزد فيه عملي ).

وقال سعيد بن جبير: ( إن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة ). 

نسأل الله العفو والعافيـــــــــــــة .   

الشمــــــــــاتة :

 معنى الشَّمَاتَة

===============


أصل هذه الكلمة يدلُّ على فَرَح عَدُوٍّ بِبَلِيَّة تُصِيب مَنْ يُعَادِيه،


يقال: شَمِتَ العَدُوُّ كفَرِحَ وزْنًا ،


ومعْنًى، يَشْمَتُ شَماتَةً وشماتًا، 


وشَمِتَ الرَّجُلُ



إِذا فَرِحَ ببَلِيَّةِ العَدُوِّ، وباتَ فلانٌ بلَيْلَة الشَّوامِت، أي بلَيْلَةٍ تُشْمِتُ الشَّوامتَ ،



فالشَّمَاتَة:
هي الفَرَح ببليِّة مَن تعاديه ويعاديك .



وقال أبو حامد الغزَّالى: (
الشَّمَاتَة: الفَرَح بالشَّرِّ الواصل إلى غير المستَحِق، ممَّن يعرفه


 الشَّامت)


وقيل:
الشَّمَاتَة: سرور النَّفس بما يصيب غيرها مِن الأضرار، وإنَّما تحصل مِن العداوة 


والحسد .





الصبر على ما نزل من مكروه أو حل من أمر مخوف :

 فوائد من كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي
=======================

الصبر على ما نزل من مكروه أو حل من أمر مخوف
-------------------------------------------------------
بالصبرتنفتح وجوه الآراء ، وتستدفع مكائد الأعداء ، 

فإن من قل صبره عزب رأيه ، واشتد جزعه ، فصار صريع همومه ، وفريسة غمومه .
وقد قال الله تعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : « إن استطعت أن تعمل لله بالرضى في اليقين فافعل ، وإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا » . 

واعلم أن النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، واليسر مع العسر. 

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : 
---------------------------------------------
الصبر مستأصل الحدثان ، والجزع من أعوان الزمان 

وقال بعض الحكماء : بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور . 
-------------------------------------------------------------------
وقال بعض البلغاء : عند انسداد الفرج تبدو مطالع الفرج . 
-------------------------------------------------------------
وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن سليمان بن داود عليهما السلام لما استكد شياطينه في البناء شكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ، فقال : ألستم تذهبون فرغا وترجعون مشاغيل ؟ قالوا : بلى . قال ذلك راحة .
فبلغ ذلك سليمان - على نبينا وعليه السلام - فشغلهم ذاهبين وراجعين فشكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ،
فقال : ألستم تستريحون بالليل ؟ قالوا : بلى . قال ففي هذا راحة لكم نصف دهركم .
فبلغ ذلك سليمان رضي الله عنه فشغلهم بالليل والنهار ، فشكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ،
فقال : الآن جاءكم الفرج ، فما لبث أن أصيب سليمان عليه السلام ميتا على عصاه .
فإذا كان هذا في نبي من أنبياء الله يعمل بأمره ويقف على حده فكيف بما جرت به الأقدار من أيد عادية ، وساقه القضاء من حوادث نازلة ، هل تكون مع التناهي إلا منقرضة وعند بلوغ الغاية إلا منحسرة ؟ 

وأنشد بعض الأدباء لعثمان بن عفان رضي الله عنه :
--------------------------------------------------------
خــليلي لا واللـه مـا مـن ملمة* تــدوم علــى حــي وإن هــي جـلت
فـإن نـزلت يومـا فلا تخـضعن لهـا* ولا تكـثر الشـكوى إذا النعل زلـت
فكـم مـن كــريم قـد بلـي بنـوائب * فصابرهـا حــتى مضـت واضمحـلت
وكـم غمــرة هـاجت بـأمواج غمـرة *تلقيتهـــا بــالصبر حــتى تجــلت
وكـانت على الأيـام نفسي عزيـزة *فلما رأت صـبري على الـذل ذلـت
فقلت لهـا :يـا نفس مـوتي كريمـة *فقـد كـانت الدنيـا لنـا ثـم ولـت


الوفـــــــــــاء :

 قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما :

ما الإخــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء؟
--------------------------------
قال: الوفاء في الشدة والرخاء.

ومعن بن زائدة كان مشهوراً بالحلم، يحلم على من يسيء إليه، وربما سبه 

وشتمه، ولم يوقع به شيئاً، ولا عاقبه، وقد دخل عليه رجل 

فقال له:
>>>>>
أتذكر إذ لحافك جلد شاة *** وإذ نعلاك من جلد البعير

فقال معن: أذكر ذلك، ولا أنكره،
----------------------------------
فقال الرجل:
>>>>>>>

ونومك في الشتاء بلا رداء *** وأكلك دائماً خبز الشعير

فقال معن : الحمد لله على كل حال، 
----------------------------------------
فقال الرجل :
>>>>>>>

فسبحان الذي أعطاك ملكاً *** وعلمك الجلوس على السرير

فقال معن : جل ربي وعز، 
-----------------------------
فقال الرجل:
>>>>>>>

فعجل يا ابن ناقصة بمال *** فإني قد عزمت على المسير

فأمر له بمال جزيل وأخذه وانصرف متعجباً من حلمه عليه، وعدم انتقامه منه، 

مع أنه سبه في هذا البيت الأخير.

وقال الشاعر
--------------


إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ *** واللؤمُ مقرون بذي الإخــــــلافِ

وترى الكريم لمن يعاشرُ منصفًا *** وترى اللئيمَ مجانبَ الإنصافِ 


وقيل في عدم الوفاء
----------------------
المرء في زمن الإقبال كالشجرة *** والناس من حولها ما دامت الثمرة
حتى إذا راح عنها حملها انصرفوا *** وخلفوها تقاسي الحر والغبـــــرة

عُمَــــــرَ الْخَيْــــــرِ :

   عُمَـــــــــــــرَ الْخَيْـــــــــــــرِ :

==========================

عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي 

بَكْرَةَ ، 

قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

، فَقَالَ :

 

يَا عُمَرَ الْخَيْرِ جُزِيتَ الْجَنَّةْ *** اكْسُ بُنَيَّاتِي وَأُمَّهُنَّهْ

وكن لنا من الزمان جنة *** أقْسِمُ بِاللَّهِ لَتَفْعَلَنَّهْ 


فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنْ لمْ أَفْعَلْ يَكُونُ مَاذَايا أعرابي ؟ فقَالَ : 



إِذًا أَبَا حَفْصٍ لأَذْهَبَنَّهْ 

قَالَ : فَإِذَا ذَهَبْتَ يَكُونُ مَاذَايا أعرابي ؟ فقَالَ : 



يكُونُ عَنْ حَالِي لِتُسْأَلَنَّهْ *** يَوْمَ تَكُونُ الأَعْطِيَاتُ يَمْنَهْ

وَالْوَاقِفُ الْمَسْئُولُ بَيْنَهُنَّهْ*** إِمَّا إِلَى نَارٍ وَإِمَّا جَنَّــــــةْ 


قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ



، ثُمَّ قَالَ : يَا غُلامُ أَعْطِهِ قَمِيصِي هَذَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ لا لِشِعْرِهِ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ

قميصا غَيْـــــــــــــــرَهُ " .


الأحد، 2 مارس 2014

أرجى آية فى القرآن :

  قال الإمام القرطبي في تفسيره: 
==================
حُكِي أن الصحابة تذاكروا القرآن 

*- فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84
فإنه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان، ولا يشاكل بالرب إلا الغفران.

* -وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تعالى: {حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيم * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 1: 3]
قدم غفران الذنوب على قبول التوبة، وفي هذا بشارة للمؤمنين.

* - وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: قرأت جميع القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر: 49].

* -وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

قلت: وقرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82].

السبت، 1 مارس 2014

لن تعدم خيرا من رب يضحك:




 
لن تعدم خيرا من رب يضحك:
================

قال نبينا صلى الله عليه وسلم :

 ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم 

أن فرجكم قريب ) حديث حسن

قال ابن الأثير في " النهاية " : الأزْل : الشدة والضِّيق.

عن أبى رزين قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ضحك ربنا من قنوط عباده

 وقرب غيره ،فقال أبو رزين: أو يضحك الرب عز و جل ؟ قال: نعم فقال: لن نعدم من

رب يضحك خيرا) (صحيح الجامع)

ووالله إن قلب المؤمن ليستبشر ويفرح حين يعلم هذه الصفة ، وحين يؤمن بها فيشعر أن

 رحمة الله قريب ويشعرُ بصفات الجمالِ لله عز وجل ،

فنجد أن الشدة حينما تقع على العبد ويشتد الألم ويشتد البلاء ، حتى يظن العبد أن الأمر

 قد أنقطع وأنه لا سبيل الى الشفاء والفرج ،،،،

فيضحك الله عز وجل من قنوط عباده مع قرب الفرج، فالله عزوجل يضحك لمثل ذلك

فأعلم أنه ّإذا اشتد بنا الفقر ، أو اشتد بنا المصاب، وحقد الحاقدين وعداوة الكاره

 الباغض ،

تذكر ، لعل ربي يضحك الأن من شدة ما ضَّر بنا ، وفرجه قريب قال تعالى : " فإن مع

 العسر يسرا إن مع العسر يسرا "

و قد قال ان مع العسر يسرا و ليس بعد العسر يسرا تأكيدًا على أن العسر لابدَّ أن

 يجاوره يسر , فالعسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه ...و كل المآسي و ان تناهت

فموصول بها فرج قريـــب ففي بطن العسر هناك يسر كثير وهذا وعد الله وسنته

في عباده, وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " أن الفرج مع الكرب " وكلماشتدت

 الأزمة كلما كان ذلك إيذانًا بانقضاءها وزوالها, وأشد أوقات الليل حلكة هو ما يسبق

 طلوع الفجر , وما بعد الضيق إلا الفرج ... 

كما أن حلاوة الفرج لا تكون الا لمن عرف العسر و الكرب قبله. 

ويقول الشاعر في ذلك :
 ===========

كن عن همومك معرضا *** وكِل الأمور إلى اللقـــــــا

وابشر بخير عاجـــــــلا *** تنسى به ماقد مضـــــــى

فلربَّ أمرٍ مُسخـــــــط  *** لك في عواقبه رضــــــــى

ولربما ضاق المضــيق *** ولربما اتسع الفضــــــــــا

الله يفعل ما يشــــــاء    *** فلا تكوننًّ معترضـــــــــا 

الله عودك الجمــــــيل   *** فقس على ماقد مضــــــى.

و يقول آخر:
======

إذا ضاق بك الصــدر*** ففكر في ألم يشرح

فإن العســر مقرون*** بيسرين فلا تبــرح 

إذا أعضلك الأمـــر*** ففكر في ألم يشرح 


و الايمان بهذا يجعل العبد لا يتأثر بلحظات العسر بل ينتظر اليسر القريب من الله ،

 فاللكرب نهاية مهما طال أمره ، وان الظلمة لتحمل في أحشائها الفجر المنتظر .


وقال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).

فلن تعدم خيرا من رب يضحك ،

فضحك الرب عز وجل يُشعر العبد برحمة ربه فمعرفتك بهذه الصفة لله عزوجل تورثك

 حباً لله فإنك تعبد رباً يضحك ، تستبشر بذلك فيقوى عندكِ الرجاء فى الله ،

فأبشر بالفرج يامهموم أبشر بخيري الدنيا والآخره ، 
اخذت الأجر وسياتيك فرج عظيم

 بإذن الله كالفجر الصادق .