فوائد من كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي
=======================
الصبر على ما نزل من مكروه أو حل من أمر مخوف
-------------------------------------------------------
بالصبرتنفتح وجوه الآراء ، وتستدفع مكائد الأعداء ،
فإن من قل صبره عزب رأيه ، واشتد جزعه ، فصار صريع همومه ، وفريسة غمومه .
وقد قال الله تعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : « إن استطعت أن تعمل لله بالرضى في اليقين فافعل ، وإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا » .
واعلم أن النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، واليسر مع العسر.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
---------------------------------------------
الصبر مستأصل الحدثان ، والجزع من أعوان الزمان
وقال بعض الحكماء : بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور .
-------------------------------------------------------------------
وقال بعض البلغاء : عند انسداد الفرج تبدو مطالع الفرج .
-------------------------------------------------------------
وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن سليمان بن داود عليهما السلام لما استكد شياطينه في البناء شكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ، فقال : ألستم تذهبون فرغا وترجعون مشاغيل ؟ قالوا : بلى . قال ذلك راحة .
فبلغ ذلك سليمان - على نبينا وعليه السلام - فشغلهم ذاهبين وراجعين فشكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ،
فقال : ألستم تستريحون بالليل ؟ قالوا : بلى . قال ففي هذا راحة لكم نصف دهركم .
فبلغ ذلك سليمان رضي الله عنه فشغلهم بالليل والنهار ، فشكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ،
فقال : الآن جاءكم الفرج ، فما لبث أن أصيب سليمان عليه السلام ميتا على عصاه .
فإذا كان هذا في نبي من أنبياء الله يعمل بأمره ويقف على حده فكيف بما جرت به الأقدار من أيد عادية ، وساقه القضاء من حوادث نازلة ، هل تكون مع التناهي إلا منقرضة وعند بلوغ الغاية إلا منحسرة ؟
وأنشد بعض الأدباء لعثمان بن عفان رضي الله عنه :
--------------------------------------------------------
خــليلي لا واللـه مـا مـن ملمة* تــدوم علــى حــي وإن هــي جـلت
فـإن نـزلت يومـا فلا تخـضعن لهـا* ولا تكـثر الشـكوى إذا النعل زلـت
فكـم مـن كــريم قـد بلـي بنـوائب * فصابرهـا حــتى مضـت واضمحـلت
وكـم غمــرة هـاجت بـأمواج غمـرة *تلقيتهـــا بــالصبر حــتى تجــلت
وكـانت على الأيـام نفسي عزيـزة *فلما رأت صـبري على الـذل ذلـت
فقلت لهـا :يـا نفس مـوتي كريمـة *فقـد كـانت الدنيـا لنـا ثـم ولـت
=======================
الصبر على ما نزل من مكروه أو حل من أمر مخوف
-------------------------------------------------------
بالصبرتنفتح وجوه الآراء ، وتستدفع مكائد الأعداء ،
فإن من قل صبره عزب رأيه ، واشتد جزعه ، فصار صريع همومه ، وفريسة غمومه .
وقد قال الله تعالى : ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : « إن استطعت أن تعمل لله بالرضى في اليقين فافعل ، وإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا » .
واعلم أن النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، واليسر مع العسر.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
---------------------------------------------
الصبر مستأصل الحدثان ، والجزع من أعوان الزمان
وقال بعض الحكماء : بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور .
-------------------------------------------------------------------
وقال بعض البلغاء : عند انسداد الفرج تبدو مطالع الفرج .
-------------------------------------------------------------
وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن سليمان بن داود عليهما السلام لما استكد شياطينه في البناء شكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ، فقال : ألستم تذهبون فرغا وترجعون مشاغيل ؟ قالوا : بلى . قال ذلك راحة .
فبلغ ذلك سليمان - على نبينا وعليه السلام - فشغلهم ذاهبين وراجعين فشكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ،
فقال : ألستم تستريحون بالليل ؟ قالوا : بلى . قال ففي هذا راحة لكم نصف دهركم .
فبلغ ذلك سليمان رضي الله عنه فشغلهم بالليل والنهار ، فشكوا ذلك إلى إبليس ، لعنه الله ،
فقال : الآن جاءكم الفرج ، فما لبث أن أصيب سليمان عليه السلام ميتا على عصاه .
فإذا كان هذا في نبي من أنبياء الله يعمل بأمره ويقف على حده فكيف بما جرت به الأقدار من أيد عادية ، وساقه القضاء من حوادث نازلة ، هل تكون مع التناهي إلا منقرضة وعند بلوغ الغاية إلا منحسرة ؟
وأنشد بعض الأدباء لعثمان بن عفان رضي الله عنه :
--------------------------------------------------------
خــليلي لا واللـه مـا مـن ملمة* تــدوم علــى حــي وإن هــي جـلت
فـإن نـزلت يومـا فلا تخـضعن لهـا* ولا تكـثر الشـكوى إذا النعل زلـت
فكـم مـن كــريم قـد بلـي بنـوائب * فصابرهـا حــتى مضـت واضمحـلت
وكـم غمــرة هـاجت بـأمواج غمـرة *تلقيتهـــا بــالصبر حــتى تجــلت
وكـانت على الأيـام نفسي عزيـزة *فلما رأت صـبري على الـذل ذلـت
فقلت لهـا :يـا نفس مـوتي كريمـة *فقـد كـانت الدنيـا لنـا ثـم ولـت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق