الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

احذر الهــــــــــــوى :


احذر الهــــــــــــــــــــــــو ى :

=================

لفظ الهوى فى القرآن الكريم مذموم لا يأت بخير
-----------------------------------------------------
قال الله تعالى : {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على
سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}
(23 )سورة الجاثية

وقال الله تعالى : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4)
سورة النجم

قال أبو عبيد بن مسعود الثقفي : لم نجد للهوى موضعا إلا فى الشر لا يقال
فلان يهوى الخير إنما يقال يريد الخير

أخبرنا الحسين بن محمد البارع ومحمد بن الحسين المزرفي وعلي بن أحمد الموحد وأحمد بن محمد الزوزني وبدر بن عبد الله الشيخي قالوا حدثنا أبو جعفر المسلمة قال أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال حدثنا جعفر بن الفريابي قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا مبارك بن فضالة قال حدثنا الحسن في هذه الآية أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال هو المنافق لا يهوى شيئا إلا ركب

وعن أبي الدرداء قال :إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله فإن كان عمله تبعا
لهواه فيومه يوم سوء وإن كان هواه تبعا لعمله فيومه يوم صالح .

وقد مدح الله عز و جل مخالفة الهوى فقال :((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))[النازعات:40-41])
قال المفسرون هو نهي النفس عما حرم الله عليها
قال مقاتل هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها
وقال عز و جل : وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾الأعراف
وقال عز وجل : ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)﴾
[سورة الكهف]
وقال عز وجل:( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) الروم (29)
وقال عز وجل : ( وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ) القمر( 3 )
وقال عز وجل : {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[القصص:50].
وقال عز وجل : ( وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين ) ( الأنعام -119 )
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))
وذكر الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما تحت ظل السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)) .
وذكر عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومُضلات الهوى))
وفي المسند وغيره من حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث مهلكات وثلاث منجيات فالمهلكات شُح مُطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه والمُنجيات تقوى الله تعالى في السر والعلانية والعدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى ))
وقيل لبعض الحكماء أي الأصحاب أبر قال (العمل الصالح قيل فأي شيء أضر قال النفس والهوى)
وقال بعض الحكماء (إذا اشتبه عليك أمران فانظر أقربهما من هواك فاجتنبه) .
وقيل لأبي القاسم الجنيد متى تنال النفوس مناها فقال إذا صار داؤها دواها فقيل له ومتى يصير داؤها دواها فقال إذا خالفت هواها ومعنى قوله يصير داؤها دواها أن داءها هو الهوى فإذا خالفته تداوت منه بمخالفته .
وقيل إنما سمي هوى لأنه يهوي بصاحبه إلى أسف السافلين ، والهوى ثلاثة أرباع الهوان .
قال سليمان بن داود (الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده) .
قال معاوية (المروءة ترك اللذة وعصيان الهوى ) .
مالك بن دينار يقول (من غلب شهوات الدنيا فذلك الذي يفرق الشيطان من ظله مالك بن دينار يقول بئس العبد عبد همه هواه وبطنه ) .
الأصمعي قال سمعت أعرابياً يقول (إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما من هواك فإن أكثر ما يكون الخطأ مع متابعة الهوى ).
قال ابن السماك (إن شئت أخبرتك بدائك وإن شئت أخبرتك بدوائك داؤك هواك ودواؤك ترك هواك) .
قال أبو سليمان الداراني (أفضل الأعمال خلاف هوى النفس)
و قال أبو علي الثقفي : (من غلبه هواه توارى عنه عقله) .

السبت، 16 نوفمبر 2013

من أساليب التربية في القرآن الكريم



                                                   من أساليب التربية في القرآن الكريم


                                          (التعريض والتلميح )

منقول بتصرف عن فضيلة 
الدكتور/ عثمان قدري مكانسي 
من أدباء الشام
( جزاه الله كل خير )

التعريض في الكلام هو ما يقابل التصريح، وهو ليس بكذب؛ بل هو كلام له وجهان، أو عدة أوجه، ويكون قصد المتكلم منه أن يفهم السامع خلاف ما يقصده هو.
و قال ابن منظور في لسان العرب: والتعْرِيضُ خلاف التصريح، والمَعارِيضُ التَّوْرِيةُ بالشيء عن الشيء. 
عرّضَ في حديثه : لم يبيّنْه ولم يصرّح به .
وعرّضَ له وبه : قال قولاً وهو يعنيه ، ويريده ، ولم يصرّح به .
ولمَّحَ إلى الشيء تلميحاً : أشار إليه ، وقديماً قالوا : ( ربّ تلميح أوقع من تصريح ) ، وقالوا كذلك : ( إياكِ أعني واسمعي يا جارة ) 
وللتعريض فوائد عديدة ، منها :
1ـ التنبيهُ دون الاتهام والتجريح .
2ـ التراجع عن الشيء دون حرج " حفظ خط الرجعة " .
3ـ تقبّل النصيحة دون فضيحة .
4ـ إيصال الأمر مغلفاً باللطف والأدب .
5ـ التعميم في الحديث دون لفت النظر إلى المعنيّ به .
6ـ المديح والتعظيم للعمل الطيب وأصحابه .
7ـ الجهل بالفاعلين ، أو القائلين ، وإظهار الرضا ، أو الامتعاض .
8ـ الذمّ والتحقير . .
وقد ثبت استعماله في السنة وعن السلف الصالح رضي الله عنهم، فمن ذلك ما جاء في الأدب المفرد عن عمر بن الخطاب وعمران بن الحصين- رضي الله عنهما- أنهما قالا: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب. صححه الألباني. 
وفي صحيح البخاري عن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة ولم يعلم به فقال: كيف الغلام؟ فقالت أم سليم: هدأ نَفَسه وأرجو أن يكون قد استراح..، فظن أبو طلحة أنه تعافى أو شفي.. ومثال هذا كثير. 
وقد حرص القرآن الكريم ـ وهو يعلمنا ـ على هذا الأسلوب ، لما فيه من تلك الفوائد وغيرها .
ـ فهو على سبيل الجهل بالقائلين وذمّ مقالهم يحدثنا عن الكثير من الناس الذين لا يصل تفكيرهم أبعدَ من أرنبة أنوفهم ، فيطلبون الخير الزائل ، والمكسب القليل النافد فقط ، وهم بذاك يقطعون على أنفسهم الفضل العميم الزائد المستمر ، وعلى نفسها جنت براقش (( فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ))سورة البقرة ، الآية : 200 .
ويمدح مباشرةً أصحاب العقول الراجحة ، والنظرة الثاقبة الذين تتحرك قلوبهم ، وأفئدتهم نحو النعيم المقيم ، والخير الأبدي ، إلى رضى الله وجنته (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) ))سورة البقرة ، الآيتان : 201 ، 202 .
لم يحدد الطرفين ، ولكنهم كثير (( الناس )) كمٌّ هائل ، ولفظ عام ينضوي فيه ابناء آدم إلى يوم القيامة .
ـ ومن الأمثلة على التعريض والتلميح في التوبيخ والذم قوله سبحانه : (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) ))سورة آل عمران ، الآيات: 173 ـ 174-175
فقد أصاب المسلمين يوم أحد جراحات . . فما إن عادوا إلى المدينة حتى أرجف المنافقون فيها ـ وهم لفظ( الناس) الأول ،أما المشركون فلمّح إليهم لفظ (الناس) الثاتي ، وقد فكر المشركون أن يعودوا إلى المدينة ليستأصلوا المسلمين . . فماذا فعل المسلمون وماذا قالوا ؟ :
1ـ ازداد إيمانهم بالله لأنهم واثقون بنصره إياهم .
2ـ لجأوا إليه ، واعتمدوا عليه ، وتوكلوا عليه ، وهو سبحانه لا يخيِّبُهم .
3ـ ألقى الله تعالى الرعب في قلوب المشركين ، فانكفأوا عن المدينة إلى مكة ، وعاد المسلمون
راضين مطمئنين . فالشيطان يخوّف أولياءه ، وليس له سلطان على أولياء الله تعالى .
لكنَّ المسلمين جميعاً عرفوا المقصود من كلمة الناس الأولى ، وكلمة الناس الثانية ، وكذلك عرف المنافقون أنهم قد عُرِّضَ بهم ، فخنسوا وذلّوا . . .
ـ ومن الأمثلة على التعريض دون التصريح في التحقير والذم قوله سبحانه :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) ))سورة البقرة ، الآيات : 204 ـ 205- 206 .
فبعض المنافقين يروق للناس كلامهم ، ويثير إعجابهم بخلابة ألسنتهم وبلاغة بيانهم ، لكنَّ الله تعالى لا تجوز عليه سبحانه مثل هذه الأمور لأنه علام الغيوب ، المطلع على السرائر ، هؤلاء المنافقون يُشهِدون الله ـ زوراً ـ على صلاحهم المزعوم وكلامهم المعسول ، فإذا انصرفوا عن المسلمين عاثوا في الأرض فساداً ، فأحرقوا الزرع ، وأهلكوا النسل .
وإذا وُعظ هؤلاء الفجرة الأفّاكون ، وقيل لهم : اتقوا الله ، وانزعوا عن أقوالكم وأفعالكم القبيحة حَمَلَتْهم الأنَفَةُ ، وحميّة الجاهلية على الإغراق في الفساد ، والإمعان في العناد ، فعقوبتهم النار ، أعاذنا الله من عذابها .
ـ أما المؤمنون الأتقياء ، فهم بريئون ممّا يفعل أولئك ، بل إنهم يبيعون نفوسهم لله سبحانه ، يرجون ثوابه ، ويبتغون مرضاته ، وهؤلاء هم الذين سيرحمهم الله ، ويغفر لهم ، فهو الرؤوف الرحيم بحالهم ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا منهم (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) ))سورة البقرة ، الآية : 207 .
ـ ومن الأمثلة على التعريض يالمفسدين علماً بما يفعلون ، وتحذيراً منهم قوله تعالى :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) ))سورة لقمان ، الآيتان : 6 ، 7 .
فكل من يشتري ما يلهي عن طاعة الله ، ويصد عن سبيله ، مما لا خير فيه ، ولا فائدة نحو السمر بالأساطير ، والتحدث بما يضحك ، وما لا ينبغي ، ليضل الناس عن طريق الهدى ، ويبعدهم عن دينه القويم بغير حجة ولا برهان ، ويستهزىء بكتاب الله له عذاب شديد مع الذلة والهوان .
فإذا أفهمته ما يجب أن يفعل ليكون من عباد الله المتقين ، ونهيته عن مباذله ومفاسده صك أذنيه ، وأدبر متكبراً كأنه لم يسمعها ، ويتغافل عنها ، راغباً عنها ، فلهذا ولأمثاله عذاب أليم .
والآيات التي استشهدنا بها بدأت كلها بقوله : (( وَمِنَ النَّاسِ )) دون أن يحددهم للأسباب التي ذكرناها . وأصحابها يعرفون أنفسهم ، فيغتاظون ، والمسلمون يعرفونهم ، فيحذرونهم ، ويتجنبون الوقوع فيما وقع فيه هؤلاء .
ـ ومن الأمثلة على التعريض توبيخاً ، وذمّاً ، وتقريعاً قوله تعالى في المنافقين : (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)
وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ
وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) ))سورة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، الآيتان : 29 ، 30 .
فهؤلاء المنافقون يعتقدون أن الله تعالى لن يكشف للمؤمنين شكهم ونفاقهم ، وأنّه لن يظهر بغضهم وحقدهم على المسلمين . . بل إنه ـ سبحانه ـ فاضحهم ، وكاشفُ أمرهم ، ولو أراد الله سبحانه لعرَّف لرسوله عليهم بأشخاصهم ، وعلاماتهم . . كما أنهم يكشفون أنفسهم في طريقة كلامهم وأسلوب عرضه  
وتعريضهم بما يسيء للإسلام والمسلمين .
والله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلوب عباده كلهم ، شاكرهم ، وعاصيهم ، مؤمنهم وفاجرهم ، وقوله : (( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )) هو التعريض والتلميح نفسه ، فلحن القول عدم التصريح به .

                             هذا وبالله التوفيق .






السبت، 9 نوفمبر 2013

حتى لا ننســـــــــــــــــــــــــى


حتى لا ننســـــــــــــــــــــــــى :
===================

كتبه الفقير لعفو ربه عفا الله عنه ، وجزاه الله كل خير:
فـــارس الـــقـــيـــروان
=============
التعديل الأخير تم بواسطة أبو ريحانة الوراقي عفا الله عنه ، وجزاه الله كل خير: 27-09-2011، الساعة 03:07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لمن المعضلات . توضيح الواضحات

إن الأمور الواضحات إذا استشكلت علينا واحتاجات لتوضيح
إذا فما الحال في العظام من المسائل ؟

وليس يصح في الأذهان شئ ... إذا احتاج النهار إلى دليل

من فترة ليست بالبعيدة كتب ابراهيم عيسى الكاتب المعروف مقالا في جريدة الدستور بعنوان

بزنسة أبي هريرة !!

انا حقيقة لا اعلم ما سر هذا الكره والحقد على أبي هريرة رضى الله عنه من بعض الكتاب والصحفيين

ولا أعلم هل أبو هريرة يلتبس علينا ، فهو غير الذي نعرفه ؟
هل يحتاج ابراهيم عيسى لمن يوضح له من هو أبو هريرة رضى الله عنه ؟
إننا لو سالنا طفل في الحضانة سيعرف عن أبو هريرة الشئ الكثير
فهل يحتاج إبارهيم عيسى لمن يوضح له الأمر


ثم إن إبراهيم عيسى ليس أول القوم في ذلك
بل سبقه صحفيون كثر

وكأن من لم يجد شئ يكتبه فعرض أبو هريرة له مجال خصب لكتابة مقال

لقد ذكر ابراهيم عيسى في هذا المقال قصة واهية لا قدم لها ولا ساق ، وهي مضروب بها عرض الحائط فهي من كتاب العقد الفريد وليس لها سند

وميزان قبول الأخبار عندنا كمسلمين كما لا يخفى على ذي لب الاسناد

فما كان مسندا ننظر أولا في رجال السند فإن توافرت فيهم العدالة والضبط وعدم الكذب والاختلاط وسوء الحفظ إلى أخره من شروط قبول رواية الرواي فنقبل الحديث أو المتن بما هو مذكور فيه

أما ما لم يكن كذلك
فلا قيمة له عندنا ، ولا نعول عليه لا في القصص ولا في الأحكام

فهذا الرجل الذي لا يفقه شئ في علم الرواية والحديث ذكر قصة واهية مكذوبة ويذكر فيها أن أبا هريرة قد أخذ مال من أموال امسلمين بغير وجه حق لما كان عاملا على البحرين في خلافة عمر رضى الله عنه

وربط بين هذا وبين ما يفعله أصحاب السلطة عندنا من سرقة للمال العام واختلاس ونهب وتذوير وتدليس

وليت شعري
نذكر أبا هريرة كمثال للفساد والسرقة ؟

أبو هريرة الذي دعى له النبي صلى الله عليه وسلم وقال "ا للهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة "

إذا فكيف بعاقل مسلم يتطاول على أبي هريرة رضى الله عنه وأرضاه

والله إنه لخطر عظيم
فليراجع إيمانه

لان حب أبو هريرة من الإيمان ، فما مصير من كره أبو هريرة ؟ أو نقل كلام مكذوب عنه ولم يحدث ؟

لذلك فإن الأمر خطير

أبو هريرة رضى الله عنه قضى نحبه لربه وحط رحاله في الجنة بمشيئة الله ولا يضره كلام المتكلمين ولا حقد البطالين

لكن هؤلاء الذين يتطاولون عليه ألا يتقون الله ويخافونه ؟

إنهم يشتتون الأمة
ويمزقون رباطها

وإذا سقط الصحابة
فمن يبقى ؟

وكيف نخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ، لما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "

لك أن تتخيل هذا

جبل أحد كله ذهب ، وتنفقه في سبيل الله ما تصل لجماع كفي أحدهم ولا حتى كف واحد

فكيف نتطاول عليهم ؟

وأين
في بلاد السنة ؟

لو كان الأمر في بلاد الشيعة إيران أو غيرها
لما كان الأمر مستقبح ، إذا هو سجيتهم النيل من الصحابة

لكن أن يكون هذا في بلاد السنة بلا رقيب ولا حسيب ؟
ويقول من شاء ما شاء

إن المقصود ليس أبا هريرة فقط
وإنما المقصود أن تهدم السنة

إذ كيف لمن يسرق بيت مال المسلمين أو يختلس منه يكون صادق في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
وكلنا يعلم أن أبا هريرة رواى أحاديث كثيرة جدا عن النبي صلى الله عليه وسلم

ومثله تماما من يعتدي على صحيح البخاري ويحاول إسقاطه

فإنه لا يقصد صحيح البخاري فقط
وإنما يقصد السنة

لانه إذا قطع الرأس مات الجسد

فيكون الأمر سهلا بعد إسقاط البخاري أن يسقطوا مسلما والترمذي وأبي داود ووو إلخ

وتخرج علينا إمراءة جاهلة تقول إن صحيح البخاري لم يثبت منه إلا 17 حديث فقط

صحيح البخاري الذي هو كالشمس في رابعة النهار ، والذي تلقته الأمة بالقبول
والذي ما فيه إلا الصحيح

وما تكلم أحد فيه من اهل العلم إلا في أربع مواضع فقط ، لا في أنها ضعيفة ، وإنما في أنها ليست على شرط البخاري وإنما هي صحيحة
وأعجب حين أعلم أن على بن المديني- إن لم تخني الذاكر - شيخ البخاري يقول والحق فيها مع البخاري

ويأتي بعض المفلايس يقولون إن البخاري خرج في صحيحه لبعض الضعفاء
فكيف يكون كل الأحاديث فيه صحيحه ؟

هذا حقيقة إشكال من لا يعلم في الحديث شئ والأمر في ذلك يطول
أما أهل الحديث يعلمون ويفرقون ويحققون

وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر كلام الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله قال
"
إن الشيخين يخرجان لمن فيهم كلام في مواضع معروفة :

أحدهما : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام لا يضره في روايته البتة ، كما أخرج البخاري لعكرمة .

الثاني : أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام إنما يقتضي أنه لا يصلح للاحتجاج به وحده ، ويريان أنه يصلح لأن يحتج به مقروناً ، أو حيث تابعه غيره ، ونحو ذلك .

ثالثها : أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه ، أو برواية فلان عنه ، أو بما سمع منه من غير كتابه ، أو بما سمع منه بعد اختلاطه ، أو بما جاء عنه عنعنه وهو مدلس ، ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس .

فيخرجان للرجل حيث يصلح ، ولا يخرجان له حيث لا يصلح " " التنكيل للمعلمي اليماني"

وهذا حديث يطول ويطول ليتضح أكثر
لكن تكفي كلمات الشيخ المعلمي اليماني على الأقل لتظهر لنا الوجه الصحيح

لذلك فالطعن كما قلت في البخاري أيضا طعن في السنة

فتارة يطعنون في صحابي
وتارة يطعنون في البخاري

وتارة يطعنون في أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه المبرأة من فوق سبع سنوات
ويسيؤن الادب في الحديث عنها

وهكذا دواليك
تدور عجلتهم في اتجاه موجات التغريب

وهؤلاء نمثل بهم بهذه الابيات التى تصفهم وصفا دقيقا

تصـدر للتدريس كل مهوس .... بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا .... ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها .... كلاها وحتى سامها كل مفلس


وكما يقول الشيخ أبو اسحاق الحويني شفاه الله وعافاه دائما " إننا في هذا الزمان في أمس الحاجة لعلم الحديث ، وذلك للمحنة التي نقع فيها من الهجمات الشرسة على المرويات ، للذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم "

نعم فأصبحوا يزعزعوا الثوابت
ويريدون أن يحلوا مكانها الاكاذيب والاراجيف

وليحذر هؤلاء فإن الأمر جد خطير وليس بهين
وليعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيكون خصمهم إن لم ينتهوا ويتوبوا إلى الله

................

كتبه الفقير لعفو ربه عفا الله عنه
فـــارس الـــقـــيـــروان
التعديل الأخير تم بواسطة أبو ريحانة الوراقي عفا الله عنه ، وجزاه الله كل خير: 27-09-2011، الساعة 03:07

الأحد، 3 نوفمبر 2013

إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور


إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور
===================

هناك أربع آيات في القرآن الكريم خُتمت بقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}، 
الأولى: قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (إبراهيم:5).

والثانية: قوله سبحانه:
{ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (لقمان:31).

والثالثة: قوله تبارك وتعال
ى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (سبأ:19)،
والرابعة: قوله عز وجل
: {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (الشورى:33).

والملاحظة الأول
ى التي نسجلها قبل تحليل قوله تعالى: {صبار شكور}، أن ثلاث آيات من هذه الآيات الأربع، جاءت في سياق النعم التي أنعم الله بها على عباده، في حين أن الآية الرابعة - وهي آية سورة سبأ - جاءت في سياق الحديث عن قوم سبأ الذين كفروا بأنعم الله، وجحدوا فضله.

والملاحظة الثانية
التي تستدعي نفسها في هذا المقام، هي أن هاتين الصفتين: {صبار شكور}، من صيغ المبالغة، التي تفيد المبالغة في فعل شيء ما، كقولنا: فلان حماد، أي: كثير الحمد.

والملاحظة الثالثة
هنا، ما روي عن عون بن عبد الله، قوله: فكم من مُنْعَمٍ عليه غير شاكر، وكم من مبتلى غير صابر. وقال قطرب - وهو أحد أئمة اللغة -: نعم العبد الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر.

وأقوال المفسرين من المراد من هاتين الصفتين متقاربة غير متباعدة، ومتكاملة غير متنافرة؛ فالإمام البغوي يقول: و(الصبار): الكثير الصبر، و(الشكور): الكثير الشكر، والمراد من هذين الوصفين كل مؤمن؛ لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين.

و القرطبي يقول: صبار على البلوى، شكور على النعماء.

وقال ابن كثير : صبار في الضراء، شكور في السراء.

و الآلوسي يقول: صبار في الشدة، شكور في الرخاء؛ لأن حال المؤمن، إما أن يكون حال محنة وبلية، أو حال منحة وعطية؛ فإن كان الأول، كان المؤمن صباراً، وإن كان الثاني كان شكوراً. وهذا تنبيه على أن المؤمن يجب أن لا يخلو زمانه عن أحد هذين الأمرين، فإن جرى الوقت على ما يلائم طبعه ويوافق إرادته، كان مشغولاً بالشكر، وإن جرى ما لا يلائم طبعه كان مشغولاً بالصبر.

أما ابن عاشور فيقول: والجمع بين { صبار } و{ شكور } في الوصف؛ لإفادة أن واجب المؤمن التخلق بهذين الخُلقين: الصبر على المكاره، والشكر على النعم.

والشيخ السعدي يقول: صبار على الضراء، شكور على السراء، صبار على طاعة اللّه، وعن معصيته، وعلى أقداره، شكور للّه، على نعمه الدينية والدنيوية.

ثم وراء ما ذكره المفسرون من المراد من هاتين الصفتين، يذكر بعض أهل العلم كلاماً لا ينبغي أن يغفل عنه في هذا المقام، وهو أن سبحانه قد أنعم على الإنسان بنعم كثيرة، بحيث إنه لو أراد أن يحصي هذه النعم لما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وقد قال تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } (إبراهيم:34). وذلك أن الإلفة والعادة التي يعيش في ظلها الإنسان تجعله لا يحس بقدر هذه النعم التي أنعم الله بها عليه، ولا يعرف قيمتها إلا إذا فقدها. والأصل هو معرفة الإنسان بنعم الله عليه قبل فقدها، والتوجه إليه بكل جوارحه شاكراً لأنعمه، منيباً إليه.

وعندما تسلب هذه النعم من الإنسان - لحكمة يريدها الله - تفرض العبودية عليه أن يلتزم بالصبر الجميل، ويلجأ إلى الله طالباً كشف الضر عنه، وعليه أن لا يتصرف تصرفاً ينافي العبودية لله، والاستسلام لقضائه وقدره. وقد جاء في الحديث الصحيح: ( عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له ) رواه مسلم ، فهذا الحديث نابع من مشكاة هذين الوصفين اللذين ذكرهما القرآن الكريم.

وحُقَّ لك أن تسأل هنا: لماذا ذكر القرآن الكريم هاتين الصفتين بصيغة المبالغة؟ وفي الجواب يقال:

لما كانت لا توجد نعمة من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان صغيرة، بل كل نعمه سبحانه عظيمة وكبيرة، فأقل عضو من أعضائه يقوم من المهام التي لا يمكن إحصائها، ويحمل من النعم التي لا سبيل إلى إدراكها، وإذ الأمر كذلك، فقد استدعى من المُنْعَم عليه أن يكون كثير الشكر، عظيم الصبر.

والنبي أيوب عليه السلام (بطل الصبر) - كما يقول الشيخ بديع الزمان النورسي -، بعد أن أخذ الله منه جميع النعم الدنيوية التي أنعمها عليه، لم تتغير حاله ولا أطواره، ولم ينحرف إلى اليأس أمام المحن والشدائد التي واجهته، بل تصدى لها بعزم وثبات ورباطة جأش؛ لأنه كان يدرك المعنى الحقيقي لأسباب المحن والمشقات؛ ولأنه أيضاً كان يدرك جيداً أن وراء كل محنة منحة، وخلف كل مصيبة لطيفة؛ لذا كان قلبه مفعماً بالإيمان، ولم ينزلق إلى القلق، بل توجه إلى ربه بالشكر والصبر، { إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب } (ص:44).
.
.
ثم إن هذه الآيةالرابعة {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (الشورى:33).
جاءتْ بعد قوله تعالى
{ وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ.. }
[الشورى: 30] فالمصائب أيضاً تحتاج إلى الصبَّار الشكور؛ لأن المصيبة حين تنزل بالمرء لا تصيب كلَّ الأعضاء ولا تأتي عليه كله، فالله يصيبك في شيء ويعافيك في أشياء، فالمصاب يحتاج إلى صبر والمعافى يحتاج إلى شكر.

لذلك رُوِي أن سيدنا عبد الله بن جعفر لما ذهب إلى الشام جُرحَتْ رِجْله وهو في الطريق، ولم يجد مَنْ يعالجه لطول المسافة، فقاحتْ وحدث بها تلوث وأصابتها الغرغرينة، فلما بلغ دمشق ونزل في ضيافة الخليفة أتوا له بالأطباء. فقرروا بترها والتمسوا له (مُرقَّد) وهو مثل البنج الآن كي لا يُحس بالألم، لكنه رفض ذلك وقال: والله ما أحبُّ أنْ أغفل عن ربي طرفة عين، وفعلاً قطعوا رِجْله دون تخير، لأن الذي يتمتع بهذه المعية ويشعر بهذا الشعور حقيقٌ ألاَّ يشعر بألم وهو في معية الله.

هذه المعية التي احتمى بها سيدنا رسول الله وصاحبه في الغار حين قال له: لا تحزن إن الله معنا، أبو بكر يقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيقول له صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ " ذلك لأنهما في معية الله، والله لا تدركه الأبصار، وكذلك من كان في معية الله منحه الله شيئاً من هذه الصفة.

فلما قال سيدنا عبد الله بن جعفر: ما أحبُّ أن أغفل عن ربي طرفة عين قطعوا رِجْله وهو في هذه الحالة فلم يشعر بألمها، فلما أرادوا أنْ يدفنوها أمسك بها وقال: اللهم إنْ كنتَ ابتليتَ في عضو فقد عافيتَ أعضاء. إذن: هذا مثال للعبد الصبار الشكور، صبار على المصيبة شكور على النعمة.

الخميس، 24 أكتوبر 2013

أول صلاة جمعة فى الإسلام


أول صلاة جمعة فى الإسلام
===============================
سبب تسميتـــــــــها:
===========

ذكر العلماء تعليلاتٍ عدة لسبب تسمية \"الجُمُعة\" بهذا الاسم، فقيل: لأنَّها تجمع الخلقَ الكثير.
وقيل: لأنَّ سعد بن زرارة - رضي الله عنه - كان يجمع بالأنصار يوم الجمعة.
يروى أن المهاجرين اجتمعوا وقالوا:

إن لليهود يوما يجتمعون فيه وهو يوم السبت.
 وللنصارى  مثل ذلك وهو يوم  الأحد.. 
فتعالوا نجتمع ونجعل يوما لنا نذكر الله فيه ونستذكر..
واجتمعوا الى أسعد بن زراره.. فصلى بهم أول جمعه فى الاسلام..

وقيل: لأنَّ كعب بن لؤي كان يجمع قومَه في الجاهلية في ذلك اليوم، ويبيِّن لهم تعظيمَ الحرم.
وقيل: لأنَّ اكتمال الخلق حصل في يوم الجمعة.
وقيل: لأنَّ آدم اكتمل خلقُه يوم الجمعة، وهذا أصح؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)
*أما أول صلاه جمعه للرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجره فقد كانت بعد وصوله صلى الله عليه وسلم الى قريه قريبه من المدينه المنوره هى (قباء)وهى على مسافه ميلين من المدينه،وفيها مسجد التقوى،وهى مسكن عمرو بن عوف من الانصار، وقد مكث الرسول فيها أربعه أيام كان أخرها يوم الخميس،ثم ركب يوم الجمعه يريد المدينه،فأدركه وقت الظهر وهو فى دار بنى سالم بن عوف من الخزرج،فصلى هوومن معه أول صلاه للجمعه فى الاسلام،وكانت هذه الصلاه فى واد يسمى"وادى رانوناء"....
وذكر الألباني من حديث أنس بن مالك رضي اللَّهُ عنه في صحيح الترغيب قوله صلى الله عليه وسلم :آتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء ، فيها نكتة سوداء ؛ فقلت : ما هذه يا جبريل ؟ قال : هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ، تكون أنت الأول ، وتكون اليهود والنصارى من بعدك قال : ما لنا فيها ؟ قال فيها خير لكم ، فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه ، أو ليس له بقسم إلا ادخر له ما هو أعظم منه ، أو تعوذ فيها من شر هو عليه مكتوب ؛ إلا أعاذه ، أو ليس عليه مكتوب ؛ إلا أعاذه من أعظم منه قلت : ما هذه النكتة السوداء فيها ؟ قال : هذه الساعة تقوم يوم الجمعة ، وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال : قلت : لم تدعونه يوم المزيد ؟ قال : إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ، ثم حف الكرسي بمنابر من نور ، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليه ، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ، ثم جاء الصديقون والشهداء ، حتى يجلسوا عليها ، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب ، فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظر إلى وجهه ، وهو يقول : أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي ، هذا محل كرامتي ، فسلوني ؛ فيسألونه الرضا ، فيقول عز وجل : رضائي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني ؛ فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ، ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه ، فيصعد معه الشهداء والصديقون – أحسبه قال – ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم دره بيضاء ، لا فصم فيها ولا وصم أو ياقوتة حمراء ، أو زبرجدة خضراء ، منها غرفها وأبوابها مطردة فيها أنهارها ، متدلية فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة ، وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ، ولذلك دعي ( يوم المزيد ).
 (خلاصة حكم المحدث: حسن )
                               هذا والله أعلـــــــــــــــــــــــم ...

الاثنين، 14 أكتوبر 2013

عيد بأية حال عدت يا عيد

   عيد بأية حال عدت يا عيد

==============




في مثل هذه الأيام ليلة عيد الأضحى المبارك من عام 350 هــ




 قال المتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبي

 

قصيدته الشهيرة (عيد بأية حال عدت ياعيد )في هجاء كافور 
الإخشيدي
.
.
.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيــــــــــــــدُ * بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديـــدُ

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُـــــــــــــــمُ *فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيــــــــــــدُ


لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْـ
دودُ


وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَـــــــةً * أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليــــــــــــدُ


لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبــدي
* شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيـــــــــــــدُ




يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُمــــــا
* أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَســــــــــهيدُ؟




أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُنــــــــي
* هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيـــدُ



إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَـــــــــةً
* وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُــــــودُ



ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُـــــــــهُ
* أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُــــــــودُ



أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَــــــــــد
* 
أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيـــــدُ


إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُـــــــــمُ
*عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْــــدُودُ




جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُـــمُ
* منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ



ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ
* إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُــــــــــــودُ



أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّـــــــدَهُ
* أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيــــــــــدُ



صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَــــــــا
* فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُـــــــودُ



نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِهــــــــا
* فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقـــــيدُ



العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بـــــــــــــأخٍ
* لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُــــــــودُ



لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَـــــــهُ
*إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِــــــــــــــيدُ



ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَـــنٍ * يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُــــــودُ


ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِـــــدوا
* وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجـــــــودُ



وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَـــرُهُ
* تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديـــــــد



جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني
* لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُــــــــودُ



وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَــــــــــــا
* لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُــــــــــــــــــودُ



وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُـــــهُ
* إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديــــــــــــــــدُ



مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً
*أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيــــــــــــدُ



أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَـــــةً
* أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَـــــــــــــرْدودُ



أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْــــــــذِرَةٍ
* في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنـــــــــيدُ



وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِــــزَةٌ
* عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟


الأحد، 13 أكتوبر 2013

اتق المحارم تكن أعبد الناس


اتق المحارم تكن أعبد الناس
================

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسا،
 وقال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.
شرح الحديث
=======

لازم أبو هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، وصاحبه في حله وترحاله؛ ولذا نقل كثيرا من الأحاديث النبوية الجليلة الهامة، التي تحتوي على توجيهات ووصايا عظيمة.
وفي الحديث الذي نحن بصدد شرحه: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس مع أصحابه رضوان الله عليهم فقال: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلِّمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي - إشعاراً بالاهتمام وعظم الوصية - فعدّ خمسا، أي ذكر خمس خصال، سنقف مع كل خصلة منها وقفة.

الخصلة الأولى: اتقاء المحارم
=================
(اتق المحارم تكن أعبد الناس): المحارم تشمل جميع المحرمات من فعل المنهيات وترك المأمورات التي جاء ذكرها في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، كالشرك وقتل النفس والسرقة والزنا والنميمة والكذب والخيانة وقول الزور وأكل الربا وعقوق الوالدين وقطع الرحم وشرب الخمر والسحر وغيرها، ولعل التعبير بالاتقاء اعتناء لجانب الاحتماء على قاعدة الحكماء في معالجة الداء بالدواء.
فإذا اجتنب المرء جميع ما نهى الله عنه ارتقى إلى أعلى مراتب العبودية، لكونه جاهد نفسه على ترك الحرام، قالت عائشة رضي الله عنها موضحة ذلك المعنى: "من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب"، وقال الحسن البصري: "ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه"، ولكن ينبغي أن يُعلم أن المقصود من تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات، إنما أريد به نوافل الطاعات، وإلا فجنس الأعمال الواجبات أفضل من جنس ترك المحرمات، لأن الأعمال مقصودة لذاتها، والمحارم المطلوب عدمها، ولذلك لا تحتاج إلى نية بخلاف الأعمال، كما ذكر ذلك الإمام ابن رجب رحمه الله.

الخصلة الثانية: الرضا بما قسم الله
===================
(وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس): السعيد الحق هو من رضي بما قسم الله له, وصبر لمواقع القضاء خيره وشره, والرضا هو السياج الذي يحمي المسلم من تقلبات الزمن, وهو البستان الوارف الظلال الذي يأوي إليه المؤمن من هجير الحياة، وهو الغنى الحقيقي؛ لأن كثيرا من الناس لديهم حظ من الدنيا، لكنهم فقراء النفس ومساكين القلب, فقد أعمى الطمع قلوبهم عن مصدر السعادة والغنى الحقيقي, الذي هو غنى القلب والرضا وسكينة النفس، قال تعالى: {يوم لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} (الشعراء: 88-89)، فالقلب السليم هو القلب المطمئن الذي رضي بما قسم الله له واطمأن بذكر الله, قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28)، وما أحسن قول الشاعر:
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها.
والحاصل أن من قنع بما قسم له ولم يطمع فيما في أيدي الناس اسْتغنى عنهم، فالقناعة غنى وعز بالله، وضدها فقر وذل للغير، ومن لم يقنع لم يشبع أبدا، ففي القناعة العز والغنى والحرية، وفي فقدها الذل والتعبد للغير.

الخصلة الثالثة: الإحسان إلى الجار
===================
(وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا): جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى الجار من علامات الايمان، ويكون الإحسان إلى الجار بأمور كثيرة، منها: رد السلام عليه وإجابة دعوته، وكف الأذى عنه وتحمل أذاه، وتفقده وقضاء حوائجه، وستره وصيانة عرضه، والنصح له.

والجيران ثلاثة: جار قريب مسلم؛ فله حق الجوار والقرابة والإسلام، وجار مسلم غريب؛ فله حق الجوار والإسلام، وجار كافر؛ فله حق الجوار، وإن كان قريباً فله حق القرابة أيضاً.

وقد ظل جبريل عليه السلام يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن الشرع سيأتي بتوريث الجار, فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) متفق عليه.

الخصلة الرابعة: أحب للناس ما تحب لنفسك
=========================
(وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما): من كمال الإسلام أن تحب للناس حصول ما تحبه لنفسك، وحب الخير للناس خلق إسلامي أصيل ينبغي أن يتحلى به كل مسلم، ولم ينص على أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه؛ لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه.

الخصلة الخامسة: لا تكثر الضحك
===================
(ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب): الضحك من خصائص الإنسان فالحيوانات لا تضحك؛ لأن الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقول يسمعه، أو موقف يراه فيضحك منه، وكثرة الضحك تورث ظلمة في القلب وموتا له.
والإسلام - بوصفه دين الفطرة - لا يتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلي الضحك والانبساط، بل هو علي العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشة، ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة، التي لا تنظر إلي الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود.
وأسوة المسلمين في ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد كان - برغم همومه الكثيرة والمتنوعة - يمزح ولا يقول إلا حقًا، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.
ولذا فإن المنهي عنه في هذا الحديث ليس مجرد الضحك، بل كثرته، فليس الضحك منهي عنه لذاته ولكن لما يمكن أن يؤدي إلى نتائج وأخلاق لا يرضاها الإسلام، وكل شيء خرج عن حده انقلب إلي ضده.

الأحد، 6 أكتوبر 2013

الوصية الخامسة : (واعلم أن عز المؤمن استغناؤه عن الناس)



من وصايا جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم :

===========================================

الوصية الخامسة : (واعلم أن عز المؤمن استغناؤه عن الناس)

===============================


والوصية الأخيرة من وصايا جبريل عليه السلام وصية عظيمة نحتاجها اليوم، قال فيها:
----------------------------------------------------------------------------------------------
(واعلم أن عز المؤمن استغناؤه عن الناس)، ومعنى هذا أن يتعلق العبد بالله، كما جاء في حديث ابن عباس : (إذا 

سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)، فلا يقِّدم للمخلوق سؤالاً، ولا يتقرب إلى المخلوق؛ فقد عزه 

استغناؤه عن الغير، فلا يحتاج إلا إلى الله تبارك وتعالى، فتراه يأكل ويشرب من كده وتعبه وعرقه، واعلم أن سؤال 

الناس مذلة، وليس بعيب أن نعمل، لكن العيب كل العيب أن نكون عالة على الآخرين، فقد عمل الأنبياء، وما من نبي 

إلا ورعى الغنم، وعمل موسى عليه السلام حتى يعف نفسه، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم لأهل 

مكة؛ حتى لا يحتاج إلى الآخرين، وهكذا كان العلماء الربانيون يتكسبون كي يعفوا أنفسهم، وكانوا لا يأخذون أعطيات 

ولا مداهنات الأمراء والوزراء؛ حتى تكون الكلمة قوية، وحتى يستطيعوا أن يصدعوا بالحق، فالاستغناء عن الغير عزّ. وقد 

دخل أحد الأمراء على عالم من العلماء وهو بين طلابه، مادّاً رجليه متبسطاً بين طلابه، فظن أنه بأُعطيته قد يستطيع 

أن يستحوذ على ذلك العالم، فلما جاء لم يقم له العالم للسلام عليه، بل سلم عليه وهو جالس؛ لأن النبي صلى الله 

عليه وسلم نهى عن ذلك، وهدي محمد أولى بالاتباع من مداهنة المخلوقين، فظن ذلك الأمير أنه يستطيع أن 

يستحوذ على ذلك العالم بعطيته أو بماله، فأرسل إليه من يعطيه آلافاً مؤلفة من الدنانير، فقال العالم: ردها إليه، 

وأخبره أن من مدّ رجليه لا يمد يديه. والتقى أحد الأمراء مع أحد العلماء في بيت الله الحرام، فأراد هذا الأمير أن يتقرب 

إلى هذا العالم فقال له: هل لك من حاجة نقضيها لك؟ قال: والله! إني لأستحي أن أسألك وأنا في بيته، فتحين هذا 

الأمير خروج هذا العالم من بيت الله الحرام، فلما التقاه في الخارج قال: والآن ألك حاجة نقضيها؟ فقال العالم: أمن 

حوائج الدنيا هي أم من حوائج الآخرة؟ قال: بل من حوائج الدنيا، قال: ما سألت الذي يملكها أأسألك أنت؟!! (واعلم أن 

عز المؤمن استغناؤه عن الغير)، ولن يكون ذلك إلا إذا تعلق بالله، وعرف كيف يطرق أبواب السماء، وعرف كيف يفتح 

أبواب السماء بالدعاء والسؤال والذل والمسكنة لرب الأرض والسماوات،قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ) [الحج:18]. 

يقول جبريل: (عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيّ به، واعلم أن 

شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزُّه استغناؤه عن الغير). اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك، 

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا! من الراشدين. اللهم إنا 

نعوذ من التوكل إلا عليك، ومن الوقوف إلا ببابك، ومن السؤال إلا منك يا رب العالمين! اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا 

إلى أحد سواك طرفة عين، يا رب الأرض والسموات!! اللهم عليك بالنصارى ومن ناصرهم، وبالشيوعيين ومن شايعهم، 

وباليهود ومن هاودهم،اللهم عليك بأعداء الملة والدين، فإنهم لا يخفون عليك، ولا يعجزونك يا عليم يا خبير! يا قوى 

يا عزيز! واجمع شملنا، ووحد صفنا، وأصلح ولاة أمورنا، وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين.


                                       
                  ******************