الأربعاء، 5 يونيو 2013

أسماء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــــــــى


منقول عن فضيلة الشيخ الدكتور/محمودعبدالراوق الرضوانى
           بارك الله فى شيخنا الجليل ونفعنا بعلمه
================================
أسماء الله الحســـــــــــــــــــــنى الثابتة:
                                             فى الكتاب والسنة
 هو اللهُ الذى لا إله إلا هو
الرَّحمنُ-الرَّحيمُ-الملكُ-القدُّوس-السَّلامُ-المُؤمنُ-المُهيمنُ-العزيزُ-الجبَّارُ-المتكبّرُ-الخالقُ-الباريءُ-المصوّرُ-الأوَّلُ-الآخرُ-الظَّاهرُ-الباطنُ-السَّميعُ-البصيرُ-المولى- النَّصيرُ-العفوُّ-القديرُ-اللَّطيفُ-الخبيرُ-الوترُ-الجميلُ-الحيىُّ-الستّيرُ-الكبيرُ-المُتعالُ-الواحدُ-القهَّارُ-الحقُّ-المُبينُ-القوىُّ-المتينُ-الحىُّ-القيُّومُ-العلىُّ-العظيمُ-الشَّكورُ-الحليمُ-الواسعُ-العليمُ-التَّوابُ-الحكيمُ-الغنىُّ-الكريمُ-الأحدُ-الصَّمدُ-القريبُ-المُجيبُ-الغفورُ-الودودُ-الولىُّ-الحميدُ-الحفيظُ-المجيدُ-الفتَّاحُ-الشَّهيدُ-المُقدّمُ-المُؤخرُ-المليكُ-المُقتدرُ-المُسعّرُ-القابضُ-الباسطُ-الرَّازقُ- القاهرُ-الدَّيَّانُ-الشَّاكرُ-المنَّانُ-القادرُ-الخلاَّقُ-المالكُ-الرَّزَّاقُ-الوكيلُ-الرَّقيبُ-المُحسنُ-الحسيبُ-الشَّافى-الرّفيقُ-المُعطى-المُقيتُ-السَّيّدُ-الطَّيّبُ-الحكمُ-الأكرمُ-البرُّ-الغفَّارُ-الرَّءوفُ-الوهَّابُ-الجوادُ-السبُّوحُ-الوارثُ-الرَّبُّ-الأعلى-الإلهُ.

  أسماء خاطئة نرددهها و ليست من أسماء الله الحسنى
                    الأسماء الشائعة وسبب تصحيحها
                                                1 ، 2

الخافض ، الرافع

لم يرد إسمي الخافض والرافع 
في القرآن الكريم أو السنة الشريفة 
ولكنهما وردا فعلين

فقد ورد الفعل يرفع في قوله تعالى:
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ 
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11]

كما ورد الفعلان يخفض ويرفع 
في صحيح مسلم 
من حديث أَبِى مُوسَى الأشعري 
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم 
قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ 
أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ).

وبالتالي فإن إسم الخافض وإسم الرافع 
لم يسمي الله بهما نفسه 
ولم يسمه بهما رسوله عليه الصلاة والسلام
وهذا غير كاف في إثبات الاسمين ، 
لأن دورنا حيال الأسماء الحسنى 
الإحصاء وليس الإشتقاق والإنشاء 
ما لم يرد نص صريح بإثبات هذين الإسمين


                                                                          3 ، 4
المعزُّ ، المذِل

لايوجد حجةً أو دليلاً

على إثبات هذين الاسمين لله سبحانه وتعالى

إلا ما ورد في قوله تعالى:
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ 
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ 
وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ 
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ 
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ 
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[آل عمران:26]

فالله عز وجل أخبر 
أنه يُؤْتِي ويَشَاءُ وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ

ولم يذكر في الآية بعد مالك الملك 
وقبل إسمه القدير سوى صفات الأفعال

والذين تمسكوا بتسمية الله بالمعز و المذل 
واشتقوا له باجتهادهم اسمين 
من هذين الفعلين يلزمهم

على قياسهم ثلاثة أسماء أخرى 
وهى المؤتى والمشِيئ وَالمنْزِعُ

طالما أن المرجعية في علمية الاسم 
إلى الرأي والاشتقاق دون التتبع والإحصاء

5 ، 6
العدل ، الجليل

لم يرد العدل بدليل من القرآن أو السنة إسماً أو فعلاً

ولا توجد حجة لمن سمى الله بهذا الاسم 

سوى ما جاء من الأمر بالعدل 

في قوله تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان) [النحل:90] 

أما الجليل فلم يرد أيضاً إسماً في الكتاب أو السنة 

ولكنه ورد وصفاً في القرآن 
بقوله تعالى:
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن:27] ،
وقوله تعالى أيضاً:
(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78] ،

وفرق كبير بين الاسم والوصف
وسأوضح ذلك بالأدلة أيضاً من القرآن

فمثلاً نجد أن الله سبحانه وتعالى قد سمى نفسه القوي 
بقوله تعالى(وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)[الشورى:19] 
ولكن عندما وصف نفسه عز وجل بالقوة
قال(ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:58]

والله سبحانه وتعالى سمى نفسه الرحمن الرحيم في قوله
(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [فصلت:2]
ولكن عندما وصف نفسه بالرحمة قال:
(وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة) [الأنعام:133] ،

ونستنتج من هذه الأدلة القرآنية 


أن الله وصف نفسه بذو القوة وسمى نفسه القوي 

ووصف نفسه بذو الرحمة وسمى نفسه الرحمن الرحيم 


وأيضاً وصف نفسه بذو الجلال والإكرام ، 

ولكن أين الدليل أن الله سمى نفسه الجليل 
أو سماه به رسوله عليه الصلاة والسلام

ولما كانت أسماء الله توقيفية 
فلا يمكننا أن نسمي الله إلا بما سمى به نفسه
وعلى هذا فإن إسمي العدل والجليل ليسا من أسماء الله
7 ، 8
البَاعِثُ ، المُحْصِي


لاتوجد حجة أو دليلا على إثبات 
هذين الاسمين لله سبحانه وتعالى
في القرآن والسنة

أما ما ورد في القرآن والسنة فهي أفعال فقط ، 
كما ورد في قوله تعالى:
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا 
أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المجادلة:6] .

ويلاحظ أن من إشتق 
الباعث من قوله يبعثهم ، 
والمحصي من قوله أحصاه الله ، 
ترك المنبئ من قوله فينبئهم ، 

فلماذا ترك المنبيء 
إذا ما كانت قاعدته في الإشتقاق 
أن يشتق من كل فعل لله إسماً 

فالآية لم يرد فيها بعد اسم الله الشهيد 
سوى ثلاثة أفعال 
إشتق منها فعلين 
وترك الثالث 

في حين أن هذه الأسماء جميعها 
لم ترد نصا صريحا في الكتاب أو السنة

وعلى هذا فإن إسمي الباعث والمحصي 
ليسا من أسماء الله سبحانه وتعالى

9 ، 10
المُبْدِيء ، المُعِيدُ

استند من سمى الله بهذين الاسمين 
إلى اجتهاده في الاشتقاق 

من قوله تعالى: 
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) [البروج:13]

وقوله تعالى:
(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ 
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت:19]

وبما أن ما ورد في الآيتين هما فعلين فقط وليس إسمين
وأن أسماء الله توقيفية على النص 
لايجوز لنا أن نشتقها ونجتهد بها 

وعلى هذا فإنه لا يمكننا أن نسمي الله المبديء أو المعيد 

لإن الله لم يسمي نفسه بهما 
أو سماه بهما رسوله عليه الصلاة والسلام
والذي وصفه الله تعالى في كتابه الحكيم بقوله:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:4:3]
11 ، 12
المُحْيِي ، المُمِيتُ

في قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى)[فصلت:39]

وقد تقدم في شروط الإحصاء 
أنه لا بد أن يفيد الاسم الثناء على الله بنفسه فيكون مطلقاً


ولو جاز 
إحصاء المحيي ضمن الأسماء 


للزم 
إحصاء الغافر والقابل والشديد 
في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ)[غافر:3]


وكذلك الفاطر والجاعل 
في قوله تعالى: (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً)
[فاطر:1]


والمنزل والسريع 
في قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ) ، 

وكذلك البالغ 
في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) [الطلاق:3]


والمخزي 
في قوله سبحانه: (وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) [التوبة:2]


والمتم 
في قوله تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ)[الصف:8]


والفالق والمخرج 
في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ 
وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ) [الأنعام:95] 


إلى غير ذلك من الأسماء المقيدة هذا فيما يتعلق بالمحيي .



أما المميت 
فلم يرد اسما في الكتاب أو السنة
ولكن ورد الفعل المضارع يميت 
في أربعة عشر موضعاً في القرآن الكريم
نحو قوله تعالى: (هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [يونس:56] ، 


كما ورد كفعل ماضي أمات 
في ثلاثة مواضع كقوله تعالى:
نحو قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا) [النجم:44]


لكن ذلك لا يكفي في إثبات الاسم
حيث أنه كما أوضحنا أنه لا يجوز 
أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه في كتابه 
أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

13 ، 14
الوَاجِدُ ، المَاجِدُ


لم يرد الواجد والماجد 
كأسمين لله في القرآن أو صحيح السنة

وربما تم أخذهما من رواية عند أحمد:
أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(ذَلِكَ لأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ) ، 
وهذا الحديث ضعيف


ملاحظة هامة:
إسم الله الجواد 
من أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من القرآن والسنة
ولكن لم يستدل عليه من هذا الحديث السابق ذكره
ولكن أستدل عليه من حديث إبن عباس رضي الله عنه
وكذلك من حديث سعد إبن أبي وقاص رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله عز وجل جوادٌ يحب الجود)
وهذا الحديث صحيح - (أنظر البخاري في التفسير – 
باب سيقول السفهاء من الناس) 
                           
                                                                              
15 ، 16
الوَالِي ، المنتَقِمُ

أولاً: بالنسبة لإسم الله الوالي 
فلم يرد في القرآن أو صحيح السنة

وربما تم إدراجه في الأسماء 

بما جاء في قوله تعالى:

(وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ

وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد:11] ، 

والمعنى لــ مِنْ وَالٍ هنا أي ما لهم من دون الله 
ممن يلي أمرهم ويدفع عنهم 

وهو ما لايدل على وجود نص لإسم الوالي 
في القرآن أو صحيح السنة

أما ما ثبت من أسماء لله في القرآن 
فإسمي الولي والمولى
وهما من الأسماء الثابتة بالأدلة من القرآن والسنة

ثانياً: بالنسبة لإسم المنتقم 
فلم يرد اسماً 

ولكن الذي ورد هو الوصف 
وذلك في قوله تعالى: 
(إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) [إبراهيم:47] ، 

والفعل في قوله تعالى:
(فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[الزخرف:25]

وعلى هذا فإن الوالي والمنتقم 
ليسا إسمين من أسماء الله الحسنى


17
ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَام


الجلال والإكرام وصفان لله عز وجل
أما ذو فمن الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى

وقد ورد الوصفان 
في قوله تعالى: 
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)[الرحمن:27] ، 

وقوله تعالى أيضا:
(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78] ، 

والله عز وجل فرق بين الاسم والوصف

محمود بن عبد الرازق الرضواني ولد مطلع عام ( 1384) من الهجرة ، في قرية الكفر الجديد التابعة وقتها لمركز المنزلة والتابعة حاليا لمركز ميت سلسيل بمحافظةالدقهلية بجمهورية مصر العربية ثم انتقل الشيخ للسكن بمدينة القاهرة بمنطقة المرج.

دراسته

بعد إتمام المرحلة الثانوية بتفوق قدم فضيلته أوراقه للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكذلك قدم أوراقه بكلية الهندسة جامعة المنصورة ودرس فيها السنة الإعدادية وقد نجح فيها عن جدارة، واستفاد منها كثيرا في توسيع مداركه وفهمه ، لاسيما في علوم الهندسة و الرياضيات ، وكان ذلك سببا في تعلقه بالكمبيوتر لاحقا، وبعد اتمام السنة الإعدادي في كلية الهندسة وصله خبر من الجامعة الإسلامية أنه تمت الموافقة على الالتحاق بالجامعة بالمدينة المنورة ، وبالفعل التحق الشيخ بكلية الدعوة وأصول الدين. درس الشيخ علم التوحيد والعقيدة الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وحصل على الماجستير في العقيدة الإسلامية في رسالة علمية عن الصوفية، حصل على الدكتوراه في العقيدة الإسلامية في رسالة علمية عن الصوفية تحت عنوان الأصول القرآنية في المصطلح الصوفي.

المؤهلات العلمية

الماجستير في العقيدة الإسلامية في رسالة علمية عن الصوفية

  • الدكتوراه في العقيدة الإسلامية في رسالة علمية عن الصوفية تحت عنوان الأصول القرآنية في المصطلح الصوفي.

مشايخه 

فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله العبود

رحلة الشيخ الدعوية

بدأت رحلة الشيخ في الدعوي في بلده الكفر الجديد بمحافظة الدقهلية بمسجد انصار السنة المحمدية حيث بدأ الشيخ بشرح كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ثم معهد إعداد الدعاة بدمياط لتخريج طلبة علم العقيدة الإسلامية ، سافر الشيخ بعدها للعمل في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية ، عاد الشيخ لمصر عام 1994 م للاستقرار بمصر والاستمرار في الدعوة إلى الله من خلال علم العقيدة الإسلامية.

حادث أليم وابتلاء عظيم 

سافر الشيخ مع أولاده في سيارته الخاصة إلى مكة في رمضان لعمل العمرة و الاعتكاف في المسجد الحرام في العشر الأواخر، وبعد قضاء ليلة السابع والعشرين وبعد صلاة الفجر توجه الشيخ عائدا إلى أبها لإنجاز متعلقات الكلية وتجهيز نسخة من جداول الأساتذة وإرسالها إليهم استعدادا لبداية الدراسة بعد عيد الفطر ، وفي منتصف الطريق بعد الظهر في بلدة يقال لها المخواة صلى الشيخ مع أولاده صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا ، ثم ركب سيارته وواصل سيره . وبعد قليل وجد الشيخ سيارة نقل متوسطة محملة بخزان كبير أراد أن يتجاوزها، لكن سائقها وهو صبي صغير لم يتجاوز الحادية عشر من عمره ، وليست له رخصة تؤهله للقيادة، انحرف بشكل عمودي ومفاجئ على الطريق ظنا منه أنه لا أحد سيمر بجانبه ، وأن الطريق طريقه وحده، فقطع الطريق على الشيخ وأدرك الشيخ في لحظتها أن الموت قريب فنطق بالشهادة ، وحاول إيقاف السيارة بكل قوته لكنها اصطدمت بمنتصف سيارة النقل عند مخزن الوقود ، فاشتعل حريق هائل أحرقها وطالت النيران بعضا من سيارة الشيخ ، وأصيب الشيخ بغيبوبة ، وأصيبت زوجته بكسور شديدة في الرأس وفي الفخذ، ولما استيقظ الشيخ من غيبوبته وجد نصف بدنه قد احترق ، ووجد ولده عبد الرزاق قد انكسرت ساقه ، وكذلك بنته الكبرى انكسرت رجلها ، والصغرى أصيبت بكسر في رأسها، تحمل الشيخ الآلام وتجاوزها، وكان كل ليلة وهو راقد طريح الفراش على ظهره طوال تلك الفترة ، يشرح لمحبيه وزواره مسائل التوحيد والعقيدة ، ويرد على استفساراتهم في مسائل الأسماء والصفات وقضايا التوحيد والإيمان . تجاوز الشيخ بفضل الله محنته وشفاه الله وعاد إلى أبها فيكلية الشريعة وأصول الدين بعد رحلة طويلة من الألم رأى الشيخ فيها أمورا ما تصورها في حياته ، وكذلك أبرأ الله أولاده جميعا وعادوا إلى ما كانوا عليه من صحة وعافية . غير أن الشيخ كان يعاني كثيرا من إمكانية الحركة والوقوف ، لاسيما وأنه كان نائما على ظهره كل تلك الفترة التي قضاها دون حركة ، فأخذ وقتا طويلا حتى تمكن من الحركة بوضعها السابق وقد بترت بعض أصابعه في يده اليسرى ، وشوهت يده بسبب شدة الحروق . والحمد لله في السراء والضراء.

وعلى الله قصد السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق