الخميس، 25 أبريل 2013

من الشيخ إلى تلميذه

رسالة من شيخ الإسلام ابن تيمية إلى تلميذه العلامة ابن القيم

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله-:


ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - من ذلك –أي ضبط النفس بالذل والانكسار- أمرا لم أشاهده من غيره .
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول :والله إني إلى الآن أجدِّد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً .
وبعث إليَّ في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطِّه ، وعلى ظهرها أبياتٌ بخطه من نظمه :

أنا الفقير إلى رب البريَّات - أنا المُسَكينُ فى مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي - والخير إن يأتنا من عنده ياتي
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة - ولا عن النفس لى دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولى يدبرني - ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا - إلى الشفيع كما جاء في الآياتِ
ولست أملك شيئاً دونه أبداً - ولا شريك أنا فى بعض ذراتِ
ولا ظهير له كي يستعين به - كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً - كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي
وهذه الحال حالُ الخلقِ أجمعهم - وكلهم عنده عبدٌ له آتي
فمن بغى مطلباً من غير خالقه - فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكونِ أجمعهِ - ما كان منه وما من بعد قد ياتي

مدارج السالكين ( 1 / 521 ) بتصرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق