سوء الظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
=====================
قال الله تعالى:
=======
( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) آية 12 سورة الحجرات
قيل : نزلت الآية في رجلين اغتابا رفيقهما ،
قيل : نزلت الآية في رجلين اغتابا رفيقهما ،
وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غزا أو سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين يخدمهما ، ويتقدم لهما إلى المنزل فيهيئ لهما ما يصلحهما من الطعام والشراب ، فضم سلمان الفارسي إلى رجلين في بعض أسفاره ، فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام فلم يهيئ لهما شيئا ، فلما قدما قالا له : ما صنعت شيئا ؟ قال : لا ، غلبتني عيناي ، قالا له : انطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطلب لنا منه طعاما ، فجاء سلمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأله طعاما ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انطلق إلىأسامة بن زيد ، وقل له : إن كان عنده فضل من طعام وإدام فليعطك ، وكانأسامة خازن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى رحله ، فأتاه فقال : ما عندي شيء ، فرجع سلمان إليهما وأخبرهما ، فقالا كان عند أسامةطعام ولكن بخل ، فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئا ، فلما رجع قالا لو بعثناك إلى بئر سميحة لغار ماؤها ، ثم انطلقا يتجسسان ، هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فلما جاءا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لهما : " ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما " ، قالا والله يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحما ، قال : بل ظللتم تأكلون لحم سلمان وأسامة ، فأنزل الله - عز وجل - : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن " ، وأراد : أن يظن بأهل الخير سوءا ( إن بعض الظن إثم )
قال سفيان الثوري: الظن ظنان : أحدهما إثم ، وهو أن تظن وتتكلم به ، والآخر ليس بإثم وهو أن تظن ولا تتكلم .
إن إسلامنا العظيم يريد أن يقيم مجتمعه على صفاء النفوس ، وتبادل الثقة، لاعلى الريب والشكوك ، والتهم والظنون . ولهذاجاءت الآية الكريمة بمحرم صان به الإسلام حرمات الناس، فلا يحل للمسلم أن يسيء ظنه بأخيه المسلم دون مسوغ ولا بينة ناصعة.لأن الأصل فى الناس أنهم أبرياء. ووساوس الظن لا يصح أن تعرض ساحة البريء للإتهام.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) البخارى.
والإنسان لضعفه البشرى لا يسلم من خواطر الظن والشك فى بعض الناس ، وخصوصا فيمن ساءت بهم علاقته . ولكن على المسلم ألا يستسلم لخواطر الظن والشك ولا يسير وراءها.
هذا وبالله التوفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق.
*************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق